التركيبة الإجتماعية ونطاق الحوزرسم بريشة كيم دونالدسون يُظهر نمرة وجروها، الحالة الوحيدة التي تعيش فيها نمور مع بني جنسها.
إن الدراسات المتعلقة بنطاق حوز النمور، كانت ولا تزال تميل للتركيز على
دراسة تلك الحيوانات القاطنة في المناطق المحمية، مما يعني أن المعلومات
المستحصل عليها والمتعلقة بنطاق الحوز قد تكون مشوهة على الأكثر؛ فمنذ
منتصف
ثمانينات القرن العشرين، كان 13% فقط من موطن النمور الفعلي يدخل ضمن المناطق المحمية.
[48] يقترح العالمان، نويل وجاكسون، من خلال دراستهما للأبحاث المقدمة
للإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، أن حوز النمر الذكر تتراوح مساحته بين 30 و 78 كم²، بينما تتراوح مساحة حوز الأنثى بين 15 و 16 كم² فقط.
[30] أظهرت إحدى الأبحاث في منطقة محمية
بكينيا أن حجم الحوز عند هذه الحيوانات مماثل لما اقترحه الباحثان، وفيه اختلاف
عند الجنسين: فالذكور بلغت مساحة حوزها 32.8 كم² كمعدل وسطي، والإناث 14
كم².
[49] وفي
النيبال تبين أن مساحة المنطقة التي يسيطر عليها الذكر كانت أكبر حجما، إذ بلغت 48
كم²، أما منطقة الأنثى فتبين أن مساحتها تبلغ، وفقا لأبحاث أخرى، 17 كم²،
وتبين أن حوز الإناث تتناقص مساحته لما بين خمسة إلى سبعة كيلومترات مربعة
فقط عندما تولد جرائها، كما أن الإختلاف في حجم الحوز وفقا لاختلاف الجنس
يظهر بأنه يزداد بنسبة إيجابية وفقا لازدياد عدد الأفراد الإجمالي.
[50] إلا أنه تمّ ملاحظة تغيرات واضحة في مساحة أحواز النمور عبر موطن النوع بأكمله، ففي
ناميبيا على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث التي ركزت على الدور البيئي المكاني
للنمور قاطنة الأراضي الزراعية خارج المناطق المحمية، أن مساحة حوز النمر
الواحد كانت دائما تزيد عن 100 كم²، حتى أن البعض منها فاقت مساحة حوزه 300
كم²؛ وقال الباحثون الذين قاموا بهذه الدراسات أنه لم يتم تسجيل أي اختلاف
في مساحة الحوز وفقا لاختلاف جنس الحيوان، وأنهم يعترفون أن نتائج دراستهم
هذه تناقض نتائج دراسات الباحثين الأخرين،
[48] الذين يتفق معظمهم تقريبا، أن الذكور دائما ما تسيطر على منطقة أكبر حجما
من منطقة الأناث. يظهر أن التقاطع بين مناطق الذكور المختلفة قليل للغاية
أو معدوم حتى، إلا أن تقاطع حوز الجنسين أمر مألوف جدا؛ ففي دراسة مبنية
على الأطواق اللاسلكية في
ساحل العاج، تبين أن منطقة إحدى الإناث تدخل بشكل تام بداخل حوز أحد الذكور.
[51]النمور حيوانات إنفرادية، فالأفراد لا تختلط مع بعضها إلا في فترة
التزاوج، أما خارج هذه الفترة فهي نادرا ما تحتك ببعضها البعض.
[51] وقد تمّ توثيق معارك عنيفة بين بعض النمور عند التقائها ببعضها، فقد ظهر
أن إثنين من خمسة نمور تمت دراستها على مدار سنة في إحدى محميات الطرائد ب
جنوب أفريقيا،
لاقيا حتفهما، حيث جُرح أحدهما في قتال مع ذكر أخر للسيطرة على ذبيحة؛ قبل
أن يُمسك به الباحثون ويعيدوا إطلاق سراحه بعد معالجته، ليُقتل بعد ذلك
على يد ذكر أخر بعد بضعة شهور. أما النمر الثاني فقد قُتل على يد مفترس
أخر، يُعتقد أنه
ضبع مرقط على الأرجح، وكان هناك أيضا نمر ثالث أصيب بجراح بالغة بقتال ضمنوعي (شامل أعضاء من نوع أحيائي واحد)، لكنه عاد وشفي منها.
[52]