نهاد وديع حداد المشهورة باسم فيروز ..19 نوفمبر 1935 ..
مغنية لبنانية من بيروت. شكلت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وأخوه منصور
الرحباني المعروفين بالأخوين رحباني ثورة في عالم الموسيقى والغناء العربي.ولدت
في إحدى قرى قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان. كانت عائلتها فقيرة انتقلت
لتعيش في بيت بسيط في منطقة زقاق البلاط في بيروت وهي صغيرة. اشتهرت منذ
صغرها بغنائها بين أفراد العائلة وفي بدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية
كورس في الإذاعة اللبنانية وكانت انطلاقتها الجدية عام 1952
عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وكانت الأغاني التي غنتها في ذلك الوقت
تملأ كافة القنوات الإذاعية، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت.
كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني الذين يشار لهما
دائما بالأخوين رحباني.وفي 1955 تزوجت من عاصي، وأنجبت منه زياد عام 1956 ثم هالي عام 1958 وهو مقعد، ثم ليال عام 1960 (والتي توفيت بعام 1988) وأخيراً ريما عام 1965.قدم
الأخوين رحباني معها المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى
العربية وذلك لتميزها بقصر المدة وقوة المعنى على عكس الأغاني العربية
السائدة في ذلك الحين والتي كانت تمتاز بالطول، كما إنها كانت بسيطة
التعبير حيث غنت الحب والأطفال، وللقدس لتمسكها بالقضية الفلسطينية، وللحزن
والفرح والوطن والأم، وقدم عدد كبير من هذه الأغاني ضمن مجموعة مسرحيات من
تأليف وتلحين الأخوين رحباني وصل عددها إلى خمس عشرة مسرحية تنوعت
مواضيعها بين نقد الحاكم والشعب وتمجيد البطولة والحب بشتى أنواعه.وقد
غنت لعديد من الشعراء والملحنين ومنهم ميخائيل نعيمة بقصيدة تناثري،
والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي. وأطلق عليها عدة
ألقاب منها "سفيرتنا إلى النجوم" الذي أطلقه عليها الشاعر سعيد عقل للدلالة
على رقي صوتها وتميزه.ولم تنسي فيروز مصر فقد قامت بغناء أغنية ( شط إسكندرية ) .بعد
وفاة زوجها عاصي عام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من
أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي
قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدرته وقد أصدرت
خلال هذه المرحلة العديد من الألبومات من أبرزها "كيفك انت"، "فيروز في بيت
الدين 2000" ، وكانت البداية لسلسلة حفلات حظيت بنجاح منقطع النظير لما
قدمته من جديد على صعيد التوزيع الموسيقي والتنوع في الأغاني بين القديمة
والحديثة، ألبوم ولا كيف عام 2001 كان آخر ما قدمته من ألبومات عديدة.
هذه نبذة مختصرة عن حياة سفيرتنا الى النجوم
هذا
العام تصل السيدة "فيروز" عامها الثالث والسبعين،إلا أنها ستظل في مخيلتنا
تلك الفتاة الرقيقة التي جلست تغني لحبيبها تحت شباكزجاجي ملون في فيلم
"يوسف شاهين" (بياع الخواتم) الذي أنتج في الستينياتمن القرن الماضي، وهو
أحد ثلاثة أفلام سينمائية فقط مثلتها "فيروز" فيذلك الزمان، أما الآخران
فهما (سفر برلك)، و(بنت الحارس) للمخرج "هنري بركات".
غنت "فيروز"
للقمر وللبنات والصبيان والثلج والدروبوالضيعة والحبيب والأزهار والوحدة،
لكن أكثر غنائها كان للوطن، وللعودة إلى هذاالوطن، فغنت للقدس، وبيروت،
ومصر، والكويت، ومكة المكرمة، وبغداد، كما غنت للسماءوملائكتها، وللعذراء
والمسيح، ولمسرى الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم".
الحياة الفيروزية
ولدت
"نهاد وديع حداد" في 21 نوفمبر 1935، وكانت "نهاد"-أو "فيروز" فيما بعد-
هي الطفلة الأولى لهذه الأسرة البسيطة التي كانت تسكن في "زقاق البلاط" في
الحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية. كان الجيران يتشاركون مع أمها
"ليزا البستاني" أدوات المطبخ في ذلك البيت المؤلف من غرفة واحدة، أما الأب
الهادئ الطباع ذو الخلق الرفيع فكان يعمل في مطبعة
كانت فيروز تحب
الغناء منذ صغرها، إلا أن الأسرة لم تكن تستطيع شراء جهاز "راديو" فكانت
تجلس إلى شباك البيت لتسمع صوته السحري قادمًا من بعيد حاملا أصوات "أم
كلثوم"، و"عبد الوهاب"، و"أسمهان"،و"ليلى مراد".
وفي حفلة المدرسة
التي أقيمت عام 1946 أعلن الأستاذ "محمدفليفل" - أحد الأخوين فليفل اللذين
لحنا النشيد الوطني السوري- عن اكتشافه الجديد، ألا وهو صوت "فيروز".
رفض
الأب المحافظ فكرة الأستاذ "فليفل" بأن تغني ابنته أمام العامة، لكن
الأخير نجح في إقناعه بعد أن أكد له أنها لن تغني سوى الأغانيالوطنية،
فوافق الأب مشترطا أن يرافقها أخوها "جوزيف" في أثناء دراستها في المعهد
الوطني للموسيقى والذي كان يرأسه "وديع صبرة" مؤلف الموسيقى الوطنية
اللبنانية، والذي رفض تقاضي أية مصروفات من كل التلاميذ الذين أتوا مع
"فليفل".
انضمت فيروز إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد
دخولها المعهد بشهور قليلة، وتتذكر –في أحد أحاديثها النادرة– تلك الأيام
فتقول (كانت أمنيتي أنأغني في الإذاعة، وقد أخبروني أنني سوف أتقاضى مبلغ
100 ليرة (21 دولارًا) في الشهر. كانت فرحتي لا توصف، لكن في نهاية الشهر
لم أكن محظوظة كفاية، بسبب خصم الضريبة).
أما اسم شهرتها فقد
اختارته "نهاد حداد" لنفسها حين قابلت الملحن الكبير "حليم الرومي" والد
المطربة "ماجدة الرومي"والذي كان أول من لحن لها، حيث غنت أولى أغنياتها
الخاصة بها وهي "تركت قلبي و طاوعت حبك" من كلمات "ميشيل عوض"، وهنا خيرها
"حليم" بين أحد اسمي شهرة، كان ثانيهما "شهرزاد".
وفي العام 1951
غنت فيروز "لحليم الرومي"، وكذلك "لمدحت عاصم" و"سليم الحلو "و"محمد محسن"،
وكان الرومي قد قدم "فيروز"للأخوين "عاصي ومنصور الرحباني" قبل ذلك
بقليل.
وكان أول لقاءاتها مع الجمهور في صيف عام 1957، في حفلة
أقيمت في معبد "جوبيتر" الروماني في بعلبك وغنت أغنيتها (لبنان يا أخضر يا
حلو).
مع الرحبـانية
زفاف فيروز على عاصي رحباني
وقد
بدأ عاصي -الذي سبق أخاه في الانجذاب إلى صوت فيروز- في التلحين لها فجاءت
أغنيات من نوع "نحنا والقمر جيران"، هذا إلى جانبالأغاني الشعبية
اللبنانية مثل "البنت الشلبية".
والجدير بالذكر أن بداية "فيروز"
مع "عاصي" كانتبأغان أوربية الألحان عربية الكلمات، ثم أصبح لهما السمت
الخاص، ومن هنا جاءتبداية (فيروز والرحبانية)، أما رحلة (الفنانة الكبيرة)
"فيروز" فقد بدأتمع أغنيتها "عتاب"، وكان ذلك عام 1952.
"فيروز"
التي لم تكن تتوقع كل هذه الشهرة كمطربة. كان حلمهاالحقيقي أن تصبح معلمة.
كما أنها كثيراً ما صرحت في مناسبات عديدة بأنها لن تتزوجفي حياتها أبداً،
إلا أنها قد تزوجت من "عاصي الرحباني" في يناير عام 1955،وفي ذلك العام
أيضا أرسلت إذاعة "صوت العرب" التي تنطلق من القاهرةالإذاعي الكبير "أحمد
سعيد" ليتفق مع الثلاثي "فيروز وعاصي ومنصور"على الغناء في الإذاعة
المصرية، وجاءت فيروز إلى مصر، ومما لا يعلمه الكثيرون أنهاشكلت ثنائيا
غنائيا مع المطرب المصري "كارم محمود"، وفي القاهرة أيضاجاءت أهم أعمالها
في تلك الفترة، وهي قصيدة (راجعون)، ثم يعود الجميع إلى "بيروت"وتنجب
السيدة فيروز ابنها الأول "زياد" 1956 الذي سيلحن لها فيما بعدأغاني عديدة
مثل ألبوم "وحدن" عام 1981، وللسيدة فيروز ثلاثة أبناءآخرون هم ابنها
"هالي" 1958 وابنتها "ليال" 1960، أما الصغرىفهي "ريما" 1965 وإلى جانب
"الأخوين رحباني" غنت "فيروز"لملحنين آخرين مثل "فيلمون وهبي"، و"محمد عبد
الوهاب"، و"إلياسالرحباني"، وقد غنت فيروز أكثر من 800 أغنية، أما قائمة
شعرائها فتضم: نزارقباني، عمر أبو ريشة الأخطل الصغير، ميشيل طراد، قبلان
مكرزل، سعيد عقل، بدويالجبل، أبو سلمى، أسعد سابا، جوزيف حرب، طلال حيدر
وآخرين كما غنت كذلك بعض قصائد "جبران"،هذا إلى جانب شعراء قدامى مثل
"عنترة" الذي غنت بعض أبياته خلال غنائهاللموشحات الأندلسية.
في
عام 1971، ذهبت مع الفرقة في رحلة إلى الولايات المتحدة، والتيبدأت معها
شهرتها الدولية فغنت بعد ذلك في أشهر المسارح العالمية، مثل "رويالألبرت
هول" في لندن و"كارنيغي هول" في نيويورك، و"أولمبيا"في باريس.
ويذكر
أنه عندما حان وقت العودة من لوس أنجلوس إلى لبنان، تعمدتالتخلف عن الرحلة
وذلك لشراء كرسي كهربائي لابنها المقعد "هالي"، كما أنالطفلة "ريما" في
فيلم (بنت الحارس) هي نفسها "ريما " ابنة "فيروز"
وعندما أصيب "عاصي"
بالنزيف في الدماغ، كانت السيدة "فيروز"نزيلة ذات المستشفى، ولما علمت
بالخبر نزلت إليه ومعها كتابان وضعتهما تحت مخدته،الإنجيل والقرآن.
ولكن
علاقة "فيروز" "بالأخوين رحباني" بدأت فيالاهتزاز في أواخر السبعينيات حتى
انقطع رباط العمل فيما بينهم، ولكنها استمرتتغني أغانيهم وأضافت ألحان
"زياد" المتأثر بموسيقى الجاز. كما عملت مع "زكيناصيف" وجددت العمل مع
"محمد محسن".
مسرحيات وحفلات وجوائز
وقد قدمت "فيروز" خمس عشرة مسرحية هي:
(جسر
القمر، الليل والقناديل، بياع الخواتم، أيام فخر الدين، هالةوالملك،
الشخص، جبال الصوان، يعيش يعيش، صح النوم، ناس من ورق، ناطورة
المفاتيح،المحطة، لولو، ميس الريم، بترا).
أما حفلاتها فقد تجاوزت
الخمسين منذ أيام الحصاد 1957 وحتى دبي 2002،متنقلة بين كافة أرجاء
المعمورة وفي 1993 تبكي "فيروز" لأول مرة وهيتغني (لا تخافي، سالم غفيان مش
بردان).
وقد قال مراسل "البي بي سي" عن حفلة "فيروز" عام1986 أنها
"اديت بياف" العالم العربي (المغنية "اديت بياف".. شهرتهافي فرنسا توازي
شهرة "أم كلثوم" لدينا) لقد حطمت نتائج مبيعات التذاكرالتي حققها "فرانك
سيناترا". ووصلت سعر التذكرة في السوق السوداء إلىحوالي 1000 جنيه
إسترليني.
في عام 1988 وفي فرنسا أحيت "فيروز" أكبر حفلة يقيمهامغن عربي في الخارج، حيث حضر نحو 15 ألف متفرج.
أما
في إبريل 2002، فتحيي "فيروز" حفلة في دبي هديةللشعب الفلسطيني وذلك على
ضوء الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية قد حصلت السيدة "فيروز"على العديد من
الأوسمة والجوائز منها وسام الاستحقاق اللبناني1957 من الرئيس
"كميلشمعون"، وهو أعلى وسام في الدولة يناله فنان، وسام الأرز.. رتبة فارس
منلبنان 1962، وسام الاستحقاق اللبناني، ميدالية الكرامة التي قدمها لها
الملك "حسين"1963، وسام الاستحقاق السوري 1967، وفي عام 1975 تم إصدار
طوابع بريدية تذكاريةعليها صورة السيدة "فيروز"، كذلك وسام النهضة الأردني
من الدرجة الأولى،ووسام الكوموندور الفرنسي 1988، جائزة القدس في فلسطين
1997، وسام الثقافة الرفيعة- تونس. وفي عام 1997 حصلت "فيروز" على ميدالية
الفنون للمرة الثانية منفرنسا، 1998 ميدالية الإسهام الاستثنائي من الدرجة
الأولى، وكانت تلك آخر ميداليةيقدمها الملك "حسين" قبيل رحيله.
مواقف غريبة
تعرضت
فيروز لعدة مواقف غريبة وقاسية منها منع أغانيها من البثلمدة سبعة أشهر في
لبنان؛ وذلك لرفضها الغناء للرئيس الجزائري "هواري بو مدين"الذي كان يزور
لبنان.
وفي الثمانينيات بدأت الحرب الأهلية اللبنانية، لكن السيدة
"فيروز"قررت البقاء في بيروت - حتى بعد أن دمر أحد الصواريخ منزلها -وقد
تعمدت "فيروز"ألا تغني في سنوات الحرب حتى لا يعد هذا انحيازا إلى أي حزب،
وبعد أن انتهت الحرب،أقامت حفلة في ساحة الشهداء عام 1994.
وفى النهاية اتمنى لسفيرتنا الى النجوم دوام الصحة والعافيةوالابداع لتضفى على حياتنا المزيد من البهجة والفرح والسرور والاشراق