يجب أن تعبر فوق "النار" لتدخل "الجنة"
يسبق دخول الجنة موقف عصيب على الناس كلهم ألا وهو العبور من فوق النار
لدخول الجنة عن طريق جسر فوق النار هو الصراط. لكن للأسف هذا الجسر أدق من
الشعرة وأحد من السيف وهو مظلم لا ترى تحت قدميك وتحته
كلاليب -يعني خطاطيف- - تخطف من يمر عليه... إلا الصالحين. على قدر
رعب هذا الصراط الذي يجب علينا جميعاً المرور عليه إلا أن الله لا يعذب
أحبابه فيجتمع الناس مؤمنهم وعاصيهم وكافرهم للمرور وتوضع الأقدام على هذا
الجسر المؤلم والنار من تحتهم، "وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ
عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا
وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا(72)" (مريم) لكن الله رحيم
بعباده، فجأة مع أول خطوة للصالحين وهم يمرون على هذا الصراط يحدث شيء
عجيب، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يمُر المؤمنون كطرفِ العينِ
وكالبرقِ وكالرِّيح وكالطَّيرِ وكأَجاويدِ الخيلِ والرِّكَابِ". فجأة أنت
على أبواب الجنة منتظر رسولك وحبيبك لأنه يقف على الصراط يدعو الله أن
ينجينا جميعاً ثم بعد أن ينتهي من الشفاعة يذهب ويخترق صفوف الملايين
المنتظرين على باب الجنة ليمسك بحلق الباب ويحركها، يدق على باب الجنة،
فتسمع صوتا من داخل الجنة يسأل مَن أنت؟ فيقول رسولنا : "أنا محمد بن عبد
الله" فيقول: "إن الله أمرني ألا أفتح إلا لك". تخيل مشهد فتح أبواب الجنة
التي يقول عنها النبي صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسُ محمد بِيده إِنَّ
ما بين المِصرَاعَينِ من مَصَارِيعِ الجنّةِ لكما بين مكةَ وهَجَرٍ أَو كما
بين مَكَّةَ وبُصْرَى". والمصراع أي حد الباب الواحد. يعني من مكة إلى
بصرى مئات الكيلو مترات، أبواب عالية واسعة وفجأة ستفتح هذه الأبواب وتهب
رياح الجنة برائحتها الجميلة على الناس كلها وهم يمشون خلف النبي يدخلهم
الجنة كل واحد منهم بمنزله الذي يعرفه لأن الله يقول: "وَيُدْخِلُهُمُ
الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ" (سورة محمد) فكل واحد منا يعرف منزله في
الجنة وقصوره في الجنة. هل تخيلت أول شيء ستفعله أول ما تدخل الجنة؟! هل
ستجري فرحاً أم ستجلس وتأخذ نفسا عميقا وتقول: الحمد لله الحمد لله استرحنا
.. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة -أي مجموعة- يدخلون الجنة
على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أشد كوكب دُرّي في السماء
إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون، أمشاطهم الذهب،
ورشحهم المسك"، تخيل لو وجهك ينير من شدة ما هو فرحان وجميل مثل القمر،
ينير لألف الكيلو مترات، وتخيل أن المشط الذي يساوى في الدنيا جنيهات قليلة
تجده في الجنة ذهبا، فما بالك بالبيت والسيارة والساعة والخاتم؟! وسئل
النبي صلى الله عليه وسلم عن بيوت الجنة فعن أَبِي هريرة قَال فعن أَبِي
هريرة قَال: قلنا يَا رَسُولَ اللَّه أَخبِرنا عن الجنَّة، ما بِنَاؤهَا
قَالَ: "لَبِنَة من ذَهَب وَلَبِنَة من فضَّة، مِلاطـُهَا المِسكُ
الأذفَرُ، حصبَاؤُها اليَاقوتُ واللّؤلؤُ، وتُربتها الْوَرْسُ
والزّعْفَرَان، مَنْ يدخُلُها يَخلُدُ لا يَمُوتُ، ويَنْعَمُ لا يَبْأَسُ،
لا يَبلَى شَبَابُهُمْ، ولا تُخَرَّقُ ثِيَابُهُمْ
أتمنى أن ينال موضوعى إعجابكم
فى إنتظار ردودكم
ومرحبا بكم فى بيتكم مركز شباب بولاق