مؤلفو المسلسلات يفتشون في الدفاتر القديمة ويقلبون الأفكار! كتب : محمد رفعت - ظاهرة غريبة وجديدة على شاشة رمضان هذا العام هى استلهام بعض
من أعمال درامية ناجحة سابقة "أفلام أو حلقات تليفزيونية" كما فى مسلسل
"العار" الذي أسندت بطولته إلى أحمد رزق ومصطفى شعبان وأخرجته شيرين عادل.أما
المؤلف "محمد حلمى هلال" فيستوحى أسم أحد أبطال عالم نجيب محفوظ الثرى فى
حلقات "اختفاء سعيد مهران"، باعتبار أن هذه الشخصية أصبحت رمزاً مصرياً
وإنسانياً لفكرة البحث الدائم عن العدالة، والمسلسل من إخراج "سعيد حامد"
ومن بطولة "هشام صالح سليم".ومن الأعمال الرمضانية التى استلهمت
دراما زمان حلقات "الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة" من بطولة "غادة عبد
الرازق" و"حسن يوسف"، وإخراج محمد النقلى وتأليف "مصطفى محرم".الحلقات
هى المعادل النسائى لعالم "عائلة الحاج متولى" ولكن بما يناسب امرأة
مزواجة وليس رجلاً مزواجاً كما هو الحال عند شخصية "متولى" التى لعبها "نور
الشريف" وكتبها "مصطفى محرم"، وقد أصبح "الحاج متولى" عنواناً على نوع من
الرجال الذين لا يكتفون بزوجة واحدة، تماما كما أصبح "سى السيد" عنواناً
على الرجال المتزمتين الذين يقهرون زوجاتهم، وربما تصبح "الحاجة زهرة"
عنواناً على نوع من النساء اللاتى تعشن حياة غير مستقرة تدفعهن للزواج أكثر
من مرة.استلهام هذه الأعمال من دراما زمان لا يعنى الإفلاس، لأن
المؤلف من حقه أن يستلهم مادته من أى مصدر من الروايات والأفلام السابقة
وحتى من أخبار الصحف، المهم بالنسبة لى هو مستوى العمل نفسه: هل هو مجرد
استغلال لشهرة ونجاح العمل الأصلى الذى تمكن مشاهدته أيضاً على فضائيات
تعرض الأفلام والمسلسلات القديمة أم أن هناك رؤية مختلفة وسبباً درامياً
قوياً يستدعى هذا الاستلهام؟وفى كل الأحوال فإن الأمر سلاح ذو حدين
لأن قوة الأعمال السابقة وشهرتها يمكن أن تدفع المشاهد إلى فتور استقبال
الأعمال الجديدة، وعدم بذل المجهود للتركيز فى المشاهدة بحثاً عن أسباب هذا
الاستلهام الذى قد يكون أحياناً نوعاً من الإبداع الموازى إذا كان العمل
فى يد كاتب محترف.وقد حدث ذلك مثلاً فى مجال القصة القصيرة قديماً
عندما استلهم الكاتب الكبير "يوسف الشارونى" إحدى شخصيات "نجيب محفوظ"
الروائية الشهيرة "زقاق المدق" وكتب قصته المميزة التى تحمل عنوان "زيطة
صانع العاهات"، بل إن الكاتب "إبراهيم فرغلى" استلهم أيضاً عالم نجيب محفوظ
فى روايته الجيدة "أبناء الجبلاوي".من زاوية أكثر اتساعاً يمكن إذا
نجحت تجربة استلهام الدراما لأعمال درامية سابقة أن تشجع كُتَّاباً آخرين
على تقديم إبداع يتوازى أو يتقاطع مع أعمال شهيرة خاصة أن المؤلفين الكبار
الذين يكتبون مباشرة للتليفزيون معدودون.