السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قصة واقعية من داخل زنزانات النظام ومثبته في سجل حقوق الأنسان
(العنوان سارة وطفليها)
كانت سارة صديقة لمريم وكنتا تلمذتين في صف واحد تتبادلان الصور والهدايا بالمناسبات .
تركت سارة المدرسة ودخلت مجال العمل بسبب وفاة والدها الذي كان المعيل الوحيد للاسرة المتكونة من ثلاثة بنات وأمهن.
وبعد مرور سنتين من وفاة والدها تقدم لها الها الكثير من الشباب لزواج منها ولكنها كنت ترفض بسبب المسؤولية الملقا ة على عاتقيها بأعالة الأسرة
بعد مرور فترة حصلت أم سارة على عمل في أحدى المؤسسات الحكومية لتتحول المسؤولية الملقاة على سارة الى والدتها.
فتزوجت سارة من أحد زملائها في العمل ولكن سارة أستمرة بعطائها الى أخواتها الصغار...
وبعد مرور (10) أشهر من زواجها رزقت بمولود ثم تلاه آخر بعد أقل من سنة وفي منتصف عام 1987 حدثت الكارثة...
حيث قام أبعض الشباب بقتحام مبنى الفرقة الحزبية في المحافظة أمسكوا برجال الحرس ووأثقوهم ثم دخلوا مشجب السلاح فأخذوا كمية من السلاح ووضعوها في سيارتهم ثم تبادلوا أطلاق النار مع الحرس الآخرين وأصابوا عدداً ثم أنسحبوا بسيارتهم ولم يمتكن الحزبيون الأوباش من القاء القبض عليهم ..........
كان اخو مريم وهي صديقة سارة احد هؤلاء الشباب... بعد هذا الحادث اقامت قوات الطوارئ في أمن المحافظة بحصار المنطقة وأعتقال أسرة مريم...
ثم تأتي المرحلة الثانية وهي تفتيش بيت مريم سعياً وراء الحصول على المعلومات التي تمكن الأوغاد الأوباش من أعتقال أكبر عدد من الناس فلم يجدوا إلا بعض الصور التذكارية لبعض الشباب والفتيات.. وسرعان ماتم أعتقالهم كل من كانت له صورة هناك , ومن بين الصور صورة سارة ولذا فقد أعتقلت سارة وطفليها الصغيرين ووجهت لها تهمة الأشتراك في الجريمة وأبرزوا لسارة صورتها وأعتبروها دليلاً دامغاً لعلاقتها بالعملية....
لم يكون أمام سارة سواى رفض تلك الأتهامات. قائلة بأنها ليست اكثر من صديقة لمريم اخت المتهم ومنذ ثلاث سنوات لم يسبق لها ان شاهدتها, لأنها تزوجت واصبحت اماً لطفلين بالأضافة الى التزامها بالعمل وواجباتها الزوجية أتجاه شريك حياتها واطفالها. علماً ان علاقتها بمريم كانت شبه مقطوعة منذ أن تركت الدراسة... وكانت علاقة عادية كأي علاقة بين الطالبات ... أما الصورة التي وجدوها في بيت مريم فكانت قد اهدتها اليها قبل تركها الدراسة بأيام رداً على اهداء مريم لصورتها اليها والتي هي موجودة في بيتها لحد الأن...
وكم حاولت سارة أن تجعلهم يستوعبون الحقيقة ولكن دون جدوى ثم بدأت الماساة وبدء العد التنازلي...
في اليوم الأول من اعتقالها كانت الوجبة التي قدمها الأنجاس لسارة وطفليها الصفعات والركلات...
في اليوم الثاني جردوها من ملابسها وبدؤوا يضربنها ضرباً مرحاً بالكيبل الكهربائي .
وفي اليوم الثالث بدأت الصعقات الكهربائية ترج جسمها...
ثم أخذ المشهد يتكرر وكانت سارة لاتمتلك إلا أطلاق صيحاتها والاجهاش بالبكاء وهي تتوسل الى الجلاد ان يتركها ويرحمها لأجل طفليها اللذين يصرخان بجانبها... وكان الجلاد يردد عليها بقوله
( القانون فوق الرحمة) ثم جاء الجلاد المناوب وأخذ يركلها وهو يردد اعترفي ياخائنة اعترفي يامجرمة ثم ركلها عدة ركلات على وجهها فمزق شفتيها وأسقط أثنتان من أسنانها الأمامية .....
كانت سارة تدرك خطورة الموقف وكانت تقول للفتات التي معها في الزنزانة لوكان الأمر ينتهي فقط بسجني لوقعت لهم على ورقة بيضاء, ولكني أدرك ان حبل المشنقة بأنتظاري.
ويشتد عليها الضرب حتى يتغير لون جلدها ولم تعد قادرة على رئية أي شئ حتى طفليها اللذين معها في الزنزانة... ويوماً دخل عليها أثنان من الجلادين وسحبوها من شعرها الى صالة العمليات المزودة بجميع اجهزة التعذيب فوضعوا الأساور (الكلبجة) في معصميها وقيدوها الى الخلف وطرحوها ارضاً ووضعوا المكوى الكهربائي على صدرها... سارة تصرخ وتستغيث بصوة يثير الشفقة ويبعث على الحزن ... علماً أنها كانت لاتستطيع التكلم لأن فمها كان مليئاً بالدم المتخثر..
رفعوا المكوى عن صدرها بعض الوقت وكلمها الجلاد قائلاً أنظري ياسارة هنا لاوجود للقانون ولا وجود للدستور ولا وجود لكل الشرائع . هنا الكيبل هو القانون والمكوى الدستور!! فكوني عاقلة وقولي الحقيقة... أعترفي بأنك من أفراد منفذي العملية ستنقذين حياتك وتخففين من عقوبتك , أما اذا بقيتي على عنادك ستفقدين حياتك واعلمي ان أصلب المجرمين لايستطيع ان يصمد امامي أكثر من اسبوع وانني تعاونت معك كثيراً واليوم مضى عليك أثنا عشر يوماً ولم تعترفي..
الم تجب سارة . فعاد الجلادون يعذبونها بوحشية حتى اغمى عليها ثم اتو بها الى الزنزانة محموله في بطانية... عندما شاهد الاطفال امهم على هذه الحالة أندفعوا اليها يتصارخون . الصغير جائع يطلب الحليب من الصدر المحترق الكبير يريد الحنان والأم فاقدة لكل شئ حتى لوعيها
وفي اليوم الرابع عشر جاء يوم الفراق الأبدي فتحت باب الزنزانة رقم 3 كانت سارة تعتقد انهم اتوها بطبيب لمعالجة حروقها البليغة التي غطت جميع جسمها... ولكنها شاهدة ان الجلاد يحملان الكيبلات الكهربائية فتوسلت لهما ان يرحموها لاجل طفليها ولاجل الطفل الذي في احشائها... اجابها الجلاد لاتخافي نحن لسنا قادمين لك بل الى الشباب واشاروا الى طفليها ...
رمت بنفسها علي ولديها (ما أغرب هؤولاء الرجال وما اقسى قلوبهم) نهالوا على الطفلين ضرباً فلم تستطع أحتمال المشهد لقد نفذ صبرها وطفح الكيل ولم تعد قادرة على مشاهدة طفليها وهما يتعذبان ويتألمان دون ذنب واخذت تتوسل اليهم ان يقتلوها... اقتلوني كما يطيب لكم وتركوا أطفالي.
سارة لم تستطع الوقوف لان اسفل قدميها اصابها الحرق ايضاً ولكن غريزة الأمومة جعلتها تقف وتدفع الجلاد بعنف لتحمي طفليها اللذين لم يسلما من سياط الظلم .
انتقم الجلاد لنفسة ونهال عليها ضرباً وركلات متتالية فصرخت الصرخة الأخيرة
صرخت مناشدة رب السماء ان يدركها ..... أستجابت السماء لهذا الندا أحتضنت سارة طفليها وهي تغسل وجوههم بدماء الوداع .... ماتت وهي تحتضن ولديها أنتقلت الى ملكوت السماوات تاركة أياهم في زنزانة متوشحين بدمائها
تركتهم جياع معذبين معاقبين ..
كان الطفلين كأنهم يشعرون بأن الأم فارقت الحياة فأرتفع صراخهم . صراخ الوداع وليس الجياع تحدثني شريكتها في الزنزانة تقول كان هناك ثمة شيئ يقرب الأطفال لأمهم كلما حولوا الأنفصال عنها بعد موتها . تقول حاولة بأن أغلق عينها فلم تغلق ...
تعلة صرخ الفتيات في الزنزانات المجاورة عند سماعهن بنباً موت سارة..
بدء العويل يرتفع شباباً ونساء والبعض منهم اخذ يضرب رأسه بالجدران حزناً وألماً لما جرى ويجري في مؤسسة الموت , علماً أن السجناء لم يكونوا قد شاهدوا سارة ولكنهم كانو يسمعون صراخها عندما كانت تعذب وتتألم ... لقد فارقت سارة الحياة وهي في ربيعها العشرين .
تحدثني الفتاة التي كانت معها في الزنزانه تقول ان حالت سارة أبكت جميع السجناء وكان ذلك اليوم الذي نتقلت فيه سارة من عالم الظلم الى عالم الرحمة كانه يوم عاشوراء.. وتضيف قائلة أذا حدثت كربلاء واحدة في العراق فاليوم في كل مدينه كربلاء وفي كل حي وفي كل شارع وفي كل بيت فاجعة كربلاء.. لقد عمموا ماسى وفواجع كربلاء لتطال جميع العراقين الشرفاء
ملاحضه نعيد نشره هذهِ الحادثة بمناسبة تصفية أحد ا الذين أشرفوا. على تعذيبها والآخر سينال القصاص العادل وأن طال الزمن, والذين يروجون لعفا الله عما سلف فاليعفو عما ظلمهم وليس عما ظلمنا فيجب أن تجتث الأغصان المريضة من الشجرة الطاهرة* والله ناصر المظلومين ولو بعد حين