موهبة .. إخلاص .. مجهود .. مدرب .. استقرار .. إعداد .. انضباط .. جماعية .. صف ثاني .. المسألة مش كيميا يا جماعة .. وهذه هي العناصر التي توافرت في الأهلي ، وتوافرت أيضا هذا الموسم في برشلونة وتشيلسي ويوفنتوس وبايرن ميونيخ .. وهي بكل أسف وبكل وضوح ليست متوافرة في الزمالك .. بل لا نشم ريحة أي منها!
الموهبة : هناك فارق رهيب في الإمكانيات الفنية والبدنية بين أبو تريكة وجمال حمزة ، بل إنني أعتذر لأبو تريكة عن هذه المقارنة أصلا!
وهناك مليون فارق بين متعب وعبد الحليم .. وبين الحضري وعبد المنصف .. وبين بركات ويوسف حمدي !!!
وهناك ثلاثين مليون فارق بين حسن مصطفى وتامر عبد الحميد .. بل إنني أعتبر حسن مصطفى شخصيا أفضل لاعب في مصر هذا الموسم ، أما أبو تريكة فأرشحه بالثلث للفوز بلقب أحسن لاعب أفريقي لعام 2006.
الإخلاص : لا أدري لماذا أشعر أن هناك بعض اللاعبين في الزمالك يلعبون من أجل أنفسهم وأسماءهم فقط وليس من أجل فريقهم ، بينما مجموعة الدراويش الموجودة في الأهلي لا نكاد نشعر بأنهم جاءوا من أي ناد آخر ، بل نحس من خلال كفاحهم ورجولتهم في الأداء أنهم تربوا في مدرسة الكرة بالأهلي منذ الصغر!
المجهود : مقارنة صغيرة فقط بين حسن مصطفى وبين أي لاعب في الزمالك - باستثناء معتز إينو - كفيلة بتوصيل ما أريد أن أقوله ، فضلا عما هو معروف من أن المجهود بلا تنظيم وبلا خطة وبلا مساعدة من الزملاء يساوي صفرا!
المدرب : لن أقارن بين جوزيه وكاجودا ، ولكني أقارن بين بضاعة هذا وذاك .. وبين الاستقرار النفسي والإداري الذي ينعم به الأول .. وحالة التوتر التي يشعر بها الثاني ، لدرجة أنني قرأت له تصريحات في الـبي.بي.سي. قبل مباراة القمة بأيام يقول فيه إنه يريد العودة للبرتغال بعد نهاية الموسم! .. طبعا مش قادر!
الاستقرار : متهيأ لي دي مفهومة ومش محتاجة شرح كتير وكل شيء واضح قدامنا!
الإعداد : إسألوا أفراد الجهاز الفني للأهلي ونظراءهم في الزمالك كيف كان إعداد كل فريق قبل بداية الموسم الحالي ، وكيف كانت استفادة كل فريق منهم من فترة توقف الدوري خلال كأس الأمم الأفريقية ، وكيف دخل اللاعبون الجدد المتعاقد معهم في الناديين في بوتقة الفريق الأساسي مباشرة لخوض مباريات الدوري .. إسألوا وستجدوا عجب العجاب!
الانضباط : لن أتحدث عن الانضباط بين لاعبي الفريق الأحمر ولاعبي الفريق الأبيض ، ولكن يكفي أن أتحدث لكم عن الفارق بين الانضباط داخل الناديين .. والباقي مفهوم ، ويكفي القول إنه بمجرد دخولك النادي الأهلي في مقره في الجزيرة أو في مدينة نصر تشعر بشيء مختلف تماما عما تشعر به لدى دخولك من بوابة نادي الزمالك!
وهناك ثلاثين مليون فارق بين حسن مصطفى وتامر عبد الحميد .. بل إنني أعتبر حسن مصطفى شخصيا أفضل لاعب في مصر هذا الموسم ، أما أبو تريكة فأرشحه بالثلث للفوز بلقب أحسن لاعب أفريقي لعام 2006.
وهل شاهد أحدكم الخناقة بين جونيور وعبد الحليم في الدقائق الأخيرة من المباراة؟ لقد كانا يتنازعان على من سيستحوذ على الكرة ومن ينطلق بها لوحده ، في الوقت الذي كان فيه لاعبو الأهلي لا يتنازعون إلا بسبب خطأ صدر من أحد اللاعبين أو تقصير في التغطية أو غير ذلك.
الجماعية : ظهرت بوضوح في مباراة القمة .. فقد كانت هجمات الفريق الأحمر لها صفة الجماعية ، وتبدأ بجمل تكتيكية محفوظة ، بل إن الجماهير العادية بدأت تعرفها لعبة لعبة ، بينما هجمات الزمالك كانت كلها للأسف مجرد انطلاقات فردية ماسخة بالكرة من عبد الحليم أو جمال حمزة أو مصطفى جعفر .. هل طلب منهم المدرب ذلك؟! .. بالطبع لا! ولكنها الفردية!
الصف الثاني : ولا يمكن لأي فريق أن يفوز بأي بطولة دوري أو أي بطولة أخرى إلا إذا كان لديه صف ثاني قادر على تحمل المسئولية في حالة سقوط اي من عناصر الصف الأول ، والدليل على ذلك أن دكة البدلاء في الأهلي كانت مليئة باللاعبين النجوم الجاهزين ، بعكس دكة الزمالك التي كانت مليئة باللاعبين المصابين غير القادرين على أداء أكثر من نصف شوط .. تحبوا نقول أسماء؟!
كما أن دكة الأهلي كانت واثقة هادئة ، في حين أن دكة الزمالك كانت على مدار الموسم مصدرا للمشاكل!
وحتى لا يصاب لاعبو الأهلي بالغرور أقول لهم نفس ما قلته لهم في الموسم الماضي : الدوري ليس كل شيء ، فهي بطولة تبقى في النهاية بطولة محلية ، ولكن المثير فعلا هو أن تنجحوا في الحفاظ على لقب بطولة دوري أبطال أفريقيا ، وحذار من الاكتفاء بالدوري .. فمقام الأهلي أصبح أكبر منه بكثير .. أمامكم منافسة شرسة في بطولة أفريقيا .. ونظرة واحدة إلى القرعة القرف لمباريات دور الثمانية تكفي لتأكيد صحة ما أقول .. ونظرة أخرى على كابوس مشاركة الأهلي في بطولة العالم الماضية للأندية في اليابان تؤكد لنا أن الكبير يجب أن تكون بطولاته كبيرة!
وحتى لا يصاب لاعبو الزمالك وجماهيره بالإحباط أقول : تذكروا كيف فاز الفريق بالدوري وكأس أفريقيا قبل أعوام قليلة ، وماذا فعلت الإدارة وكيف كان حال الجهاز الفني ، وكيف كان مستوى اللاعبين فنيا وبدنيا وسلوكيا ، وستعرفون على الفور كيف يمكن للزمالك أن يفوز بالدوري القادم ، أو على الأقل يعود كما كان .. منافسا قويا!
وللأهلي نقول : الدوري مش كفاية!
وللزمالك نقول : كفاية التاني بقى!
مع الإعتذار لإخواننا الزملكاوية
ولكنها حقائق
أليس كذلك ؟؟؟