كلامي عن نعمة كلنا غافلين عنها
بس في البداية أسوق اليكم هذه القصة الواقعية علي لسان الشيخ محمد حسين يعقوب
كان هناك شاب تقرب الي الله بطاعته ولكن سبحان مقلب القلوب .. فقد انتكس وانقلب علي وجه وعندما نصح له الجميع لم يسمع لاحد –اللهم قنا شر الفتن- وعندما سأله الشيخ عن سبب ما أصبح فيه فقال له غلبت علي شقوتي وارجو ان تدعو لي بالهداية.
وبعد فترة سمع الشيخ عن مرض هذا الشاب بداء السرطان –عافانا الله واياكم- فراح ليعوده ولما وجده يبكي قال له اصبر واحتسب، فأجابه
انا مش زعلان علي مرضي بس كان نفسي اتوب و اروحله بنفسي .. واهو جابني زاااحف علي ظهري ..!!!
هااااااا ؟؟ أفهمتهم أي نعمة أقصد ؟
طيب ركزوا معي شوي
اية اللي يخلي الناس تعصي الله؟ اكيد في أسباب كتير بس خلينا نركز علي أهم سبب فيهم .... ؟؟؟
و خلينا نسأل نفسنا الاول .. لو في انسان فقد طريقة أثناء سفره أو ضل طريقة في عرض البحر أو ألم به أي عارض من مصائب الدنيا أفقده ما تعود عليه من امن وسكينه في حياته.. اترون أنه يعصي الله في هذا الوقت .. لاأظن أبدا
ألم تر قول الله تعالى في سورة الاسراء "واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه .. آية 67
فأرجع المولي الاعراض عنه والاستكانة الي المعصية الي الامان .. فعندما يلحق بالانسان ضرا يدعوا ربه والدعاء يحتاج لتضرع ورجاء فمن ذا الذي يتضرع لله وهو علي معصية "واذا مس الانسان ضرا دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما .." يونس اية 12
والتساؤل هنا من اين أتينا بهذا الامان والطمأنينة التي تدفعنا الي معصية الله بالرغم انك بين يدي الله
فقد ذُكر السؤال عن سبب أمن الانسان في عدة مواضع في القرءان
- الاسراء "أفأمنتم ان يخسف بكم جانب البر .. " اية 68
- الاسراء "أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخري..." اية 69
- تبارك "ءأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض ..." اية 16
- تبارك "ام أمنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا .." اية 17
- يوسف "افأمنوا ان تاتيهم غاشية من عذاب الله .." اية 107
فالله يتساءل -وهو أعلم بما كان وما سيكون- عن سر أمن الانسان للمعصية مع العلم بقدرة الله
- أفأمنو مكر الله ... ؟؟؟ الاعراف اية 99
نعم ... ولنسأل أنفسنا أيضاً ما سر كل هذا الامان من عذاب الله الذي أصبحنا فيه
أوينعم علينا الله بالامن لنجعلها معصية نحارب بها واهبها ؟؟؟
أوأصبح سر علاجنا أن نكون دائما في كرب ومحن لنلجأ الي الله ؟؟؟
يقول الدكتور/ مصطفي محمود "يظل الانسان مشغولا بالدنيا هائماً علي وجه في هذه الحياه يلهث وراء المنصب والمال والموت أقرب اليه من شراك نعله فيأتيه علي حين غره ليصفعه علي وجه فيستفيق علي حقيقة الموت" .. انتهي كلامه
نعم فالموت أول حقيقة يصتطدم بها الغافلون ولا يفيد بعدها الانتباه ... فقد قُضي الامر !!!
فنرجوا الانتباه قبل أن يُقضي الامر .. فأنت لن تتحمل هذه الصفعة علي وجهك.
يلا نتوب .. يلا نرجع لربنا علي أقدامنا قبل أن ...يجيبنا زاحفين علي ظهورنا.
اللهم انا نعوذ بك من موت الفجأة وشر اغفلة
لاتنسوني من صالح الدعاء