انتهى الحال بابن أول رئيس لمصر للعمل سائق أجرة يجوب أنحاء البلاد، باحثاً عن حياة كريمة وساعياً للتغلب على ظروف الحياة الصعبة التي أجبرته على العمل بهذه المهنة.
وذكرت صحيفة (عكاظ) السعودية أن يوسف النجل الأصغر الرئيس المصري الراحل محمد نجيب يعمل سائقاً لدى شركة "المقاولون العرب" نهاراً، ويعمل ليلاً سائقاً على سيارة أجرة لتحسين وضعه المالي ومواجهة الظروف المعيشية الصعبة.
إقامة جبرية
وطالبت مصادر إعلامية مصرية بتخصيص راتب شهري للابن الوحيد المتبقي لأول رئيس لمصر، ليتمكن من أن يعيش حياة كريمة، احتراماً لتاريخ والده.
واللواء أركان حرب محمد نجيب (1901-1984)، هو أول رئيس لمصر وحكم لفترة وجيزة بعد إعلان الجمهورية خلال الفترة من يونيو (حزيران) 1953 وحتى نوفمبر (تشرين الثاني) 1954 حتى عزله مجلس قيادة الثورة.
ووضع نجيب تحت الإقامة الجبرية بأحد القصور بضاحية المرج شرق القاهرة، بعيداً عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة، مع منعه تماماً من الخروج أو مقابلة أي شخص من خارج أسرته، حتى أنه ظل لسنوات عدة يغسل ملابسه بنفسه، وشطبوا اسمه من كتب التاريخ والكتب المدرسية، وفي سنواته الأخيرة نسي كثير من المصريين أنه لا يزال على قيد الحياة حتى فوجئوا بوفاته.
وبالإضافة للمعاناة الشخصية لنجيب، فإن أسرته مرت بظروف قاسية أيضاً، فابنه الأكبر "فاروق" اتهم بمعاداة النظام بعد أن افتعل معه أحد أفراد الشرطة مشاجرة وزج به في السجن ليتعرض لأقسى ألوان التعذيب النفسي والجسدي ثم يخرج ليموت كمداً وقهراً.
والابن الأوسط "علي" الذي كان يدرس في ألمانيا، اتُهم من قبل أصدقاء والده القدامى الذين لم يعجبهم أمره بأنه يريد أن يعيد صورة والده إلى الأضواء، ومات في الغربة ومنعوا والده من حضور جنازته أو الصلاة عليه.
وأخيراً، انتهى المطاف بالابن الأصغر يوسف الذي تعثر في دراسته، وحصل على شهادة متوسطة ثم التحق للعمل بالحكومة، وتم فصله ولم يجد أمامه إلا أن يعمل سائقاً للتاكسي.