hanyogo نائب المدير
انا من بلده : مصر عدد المساهمات : 1124 نقاط : 31129 السٌّمعَة : 64 تاريخ التسجيل : 13/08/2010 العمر : 51
| موضوع: وليس الذكر كالانثى الأربعاء ديسمبر 01, 2010 4:19 pm | |
| يقول الله تعالى {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى}
من ينظر لواقع الحياة الزوجية يتضح له بأن هناك كثيراً من الأزواج والزوجات يظنون بأن الحب والعاطفة الجياشة التي بينهم في مستهل حياتهم الزوجية ستستمر إلى الأبد.
وقد تتساءل الزوجة وتقول في نفسها: لماذا سعاد لديها مشاكل مع زوجها ؟ ويتساءل الزوج قائلا لماذا مشاري طلق زوجته ؟
ولكن مع استمرارية الحياة الزوجية بينهما سنة فأكثر أو أقل تبدأ بينهما المشاكل نتيجة عدم فهم كل منهما للأخر ، وان هناك فروقا بين الزوج والزوجة منها فروق فسيولوجية ( جسمانية) وسيكولوجية ( نفسية ) ولذلك يقول الله تعالى { وليس الذكر كالأنثى } .
ولو خلا بيت من المشاكل لخلا بيت النبوة منها ، ولا كن فرق كبير بين الخلافات الطفيفة العابرة التي تنتهي في ساعتها ، وبين الخلافات التي تبدأ صغيرة ثم تكبر شيئاً فشيئاً ، وتكون سبباً لمشكلات أكبر كما قال الشاعر :
غلطةٌ ثم لفظةٌ فجوابُ **** فشجارٌ ففرقةٌ فطلاق أو تغاضٍ فَرِقةٌ فدموع **** فاعتذارٌ فلمسةٌ فعناقُ
وعليه فإن من أهم أسباب الحياة الزوجية السعيدة أن يعرف الزوجان بأن كل منهما مختلف عن الآخر ، والمعرفة وحدها لا تكفي بل يجب العمل على مراعاة هذه الفروق حتى يتحقق الحلم الذي يراود كل زوجين في هذه الحياة وهذا الحلم لا يمكن تحقيقه إلا ببذل الجهد لمعرفه الفروق بينهما .
هنا وهنا فقط سيقوم الزوجان بإدارة حياتهما بشكل أفضل لأنه أصبح لديهما المعرفة والقدرة على احتواء الخلافات التي قد تنشأ بينهما لا قدر الله . إن معرفة الفوارق التي سأذكرها في ثنايا هذا المقال والعمل على مراعاتها هو الذي سيحاصر الورم ( الخلافات ) الذي ينشأ بجسد الحياة الزوجية .
دون معرفة هذه الفوارق يصبح الزوج والزوجة على طرفي نقيض ، كون الزوج يتوقع بأن تطلب زوجته ما يريد الحصول عليه ، وتتوقع الزوجة أن يشعر زوجها بما تشعر به ، فالزوج يظن خطاً أن زوجته تفكر وتتكلم مثله ، وبالمقابل تظن الزوجة أن زوجها يشعر ويحس ويتحدث بنفس طريقتها ، متناسين أن بينهما فروقا لابد من معرفتها واحترامها سيما في الحياة الزوجية .
لكل منهما عالمه الخاص :
الرجال والنساء من جنس واحد ولا تقوم الحياة إلا بهما فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال { إنما النساء شقائق الرجال} رواه احمد وأبو داوود والترمذي .
هذه المساواة لا تعني بأن الرجل والمرأة متشابهان بل بينهما فروق كبيرة وسوف اذكر في هذا المقال بعض الفروق والبعض الآخر سوف اذكره في مقال لاحق إن شاء الله .
الفرق الأول: أصل الخلق :
الكل يعلم بأن الله خلق آدم من تراب قال تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ } ، ثم خلق حواء من آدم خلقها الله من ضلعه الأقصر الأيسر قال تعالى{ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا } .
وهذا يعني بأن أصل خلق آدم من تراب ، وأصل حواء هو آدم لأنها خلقت منه ، وهذا ما يفسر إن الرجل دائما يحب أن يثبت ذاته بما ينتج ويعطي وكون أصله من تراب ففيه نسبة كبيره من صفات التراب ( القسوة والغلظة ) ، وبناء على ذلك يتوجب على كل زوجة أن تعرف بأن زوجها يتحدد أحساسة بذاته من خلال قدرته على الإنتاج والإعطاء وإبداء الحلول لزوجته ، فبعض الأزواج يغضب عندما يسمع من زوجته موضوعاً ويبدي لها الحلول ولا تأخذ به الزوجة فيلوذ بالصمت ، ولكن بمجرد الإطراء من قبل الزوجة على حل الزوج فإن ذلك يشعره بقيمته فعلى كل زوجة تبحث عن السعادة الزوجية أن تلحظ هذا الفرق وتراعيه .
بينما المرأة مخلوقة من آدم ففيها من الصفات الإنسانية أكثر من الرجل وهذا ما يفسر بأنها عاطفية وسريعة التأثر ولديها شبكة اجتماعية أكثر وعندها قدرة على التواصل مع بنات جنسها من إلقاء الأولى ، تحب دائما الاعتماد على الرجل ، وتحب أن تسمع رأي زوجها .
الزوجة تحب دائما أن زوجها يبادلها أطراف الحديث فالزوج إذا فهم ذلك وعمل على مراعاة هذا الفرق كسب قلب زوجته وعاش حياه سعيدة ولنضرب مثالاً حياً من بيت النبوة كيف أن الرسول علية الصلاة والسلام راعى ذلك عندما روت له عائشة رضي الله عنها قصة أم زرع ( وهي قصة مشهورة لأحدى عشر أمراه ) ومع ذلك كان الرسول علية الصلاة والسلام كان يسمعها على الرغم من طولها وكثرة مشاغلة علية الصلاة والسلام وبعد ما انتهت عائشة رضي الله عنها من القصة كاملة ، هل تتوقع أخي القارئ أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يستمع وهو يتململ وينتظر بفارغ الصبر متى تنتهي زوجته من القصة ؟ كما يحدث هذه الأيام مع كثير من الأزواج عندما تتحدث معه زوجته ، لا بل قال لها قولا يدل على انه متابع ومصغٍ لها إذ قال قولته المشهورة { كنت لكِ كابي زرع لام زرع غير أني لا أطلق }
كما ذكر احد المختصين بأنه أجريت دراسة على أكثر من (500) أمراه يشغلن منصب مديرات بنوك فوجه لهن السؤال التالي / عندما تردن أن تتخذن قراراً في مجال العمل أو غيره من تستشرن؟
فكانت النتيجة (64%) ذكرن أنهن يستشرن أزواجهن .
ثانيا: اختلاف المنابع :
من المعروف لدى الجميع بأن نهر النيل قبل أن يصبح نهرا واحدا يبدأ بفرعين كبيرين ، يجري كل منهما بسرعة ، وعندما يلتقي النهران يبعضهما في مدينة الخرطوم يضرب كل منهما الآخر وتبدأ الشوائب التي كانت في أسفل النهرين بالخروج إلى السطح وبعد ذلك يصبح نهرا واحدا وهو ما يعرف بنهر النيل. فالتقاء الزوجين أشبه بهذين النهرين في مستهل حياتهما إذ أن كلا الزوجين أتى من بيئة مختلفة ولدية تقاليد ومعتقدات وقيم تختلف عن شريك حياته.
فالزوج يرى كيف كان والده يتعامل مع والدته وتكونت عنده بعض المفاهيم عن الحياة الزوجية وطرق التعامل مع الزوجة إضافة إلى بعض المعلومات التي يكسبها من بعض أصدقائه ، وكذلك الزوجة ترى كيف تتصرف والدتها مع والدها مما كون لديها بعض الأفكار عن الحياة الزوجية وهذا ما يفسر سر كثرة الخلافات في مستهل زواجهما .
فإذا فهم الزوجان هذا الاختلاف ( الاختلاف بالمنبع ) وحاول كل منهما احتواء الآخر فأن ذلك يقلل نسبة حصول المشاكل بينهما لا قدر الله ومع الوقت سوف ينسجمان معا ويصبحان مثل نهر النيل .
ثالثا:اختلاف النظرة للأمور :
اغلب شكوى النساء من الرجال بأنهم لا يستمعون إليهن وإذا استمعوا لا يستمعون الإ قليلا ثم يبادرون بتقديم الحلول وذلك يرجع لطبع الرجل إذ انه يرى بأن المرأة مثله لا يتكلم إلا عندما يريد من أحد أن يقدم له الحلول والنصح .
أختي الزوجة : اعلمي بان طبع الرجل لا يتحدث عن موضوع ما ألا إذا أراد مساعدة أو نصيحة من أحد فعندما تتحدثين معه لمجرد الحديث والتواصل ويبدأ بإبداء الحلول راعي هذا الفرق.
بينما المرأة لا تتحدث من أجل الحل بل من أجل المحبة والتواصل مع الزوج ، فالزوجة عندما تتحدث مع زوجها وهي في السيارة معه عن مشكله ما وقعت بالعمل لديها هذا اليوم لا تبحث عن حل بل تريد من زوجها أن يتفاعل معها عاطفيا ووجدانيا وتحس بأنه شاركها همومها ، فهنا يجب على الزوج عندما تتحدث معه زوجته أن لا يبادرها بالحلول بل يجب علية الاستماع لها وهذا يكفيها وستكون شاكره له.
فكل من المرأة والرجل ينظر ويتصرف مع شريك الحياة بما يتفق مع طبعه هو لا مع طبع الطرف الآخر ، وهنا بداية المشكلة ، فالزوج عندما يبدي حلولاً لزوجته يظن أنه تلك الحلول تريح زوجته ويدخل عليها السرور ، فعندما يقدم حلاً لزوجته عن الموضوع الذي تتحدث فيه يلحظ بأنها غير راضية عن هذا الحل كونها لا تريد حلا ، هنا نقطة اختلاف فيصعب على الزوج أن يستمر في التواصل مع الزوجة ( لاختلاف أصل الخلق) كما ذكرنا سلفاً لان الزوج دائما يرى أنه يثبت ذاته بما ينتج ، فعندما ترفض الزوجة حله يبدأ بالغضب والابتعاد عنها هل لأنه لا يحبها ؟ طبعاً لا ، بل لأنه لم يؤخذ بحله فعلى الزوجين معرفة هذا الاختلاف وان ذلك سوف يقلل من عدم فهم كل منهما للأخر وعندما يراعي الزوجان هذا الفرق تكون حياتهم الزوجية أكثر فهماً وتفهماً .
واغلب شكوى الرجال من النساء أنهم يظنون أن النساء دائما يردن أن يسيطرن عليهم ويتدخلن بكل أمور حياتهم ، وأكثر ما يزعج الزوج سؤال :
وين رايح ؟ متى ترجع ؟ مع من تسهر ؟ انتظرك على العشاء ؟ ...؟...؟
هنا الزوج حواراته النفسية الداخلية كلها تتجه بأن زوجته تريد أن تسيطر عليه أذا قبل نصحها وإرشادها بينما على العكس تماما هذا دليل على اهتمام الزوجة بزوجها . وبمجرد معرفة هذه الفروق والعمل على مراعاتها سوف تستمر الحياة الزوجية بأذن الله تعالى بكل محبة ومودة وعاطفة بينهما . | |
|