قوةالشخصية .. من أين تأتي ؟
يذهب الكثير من الناس لإعطاء الشخصية القوية مفهوم خاطيء
فيظن الكثيرون أن العناد والمجادلة
والإختلاف بالرأي وفرضه والتشبث به
حتى لو كان خطأ
والسيطرة والتسلط والمكابرة والصوت المرتفع ..
هي من مظاهر الشخصية القوية
كذلك كنت أرىَ حين كنت صغيرة
وبعد أن كبرت وتسوست مداركي
وأصبح لي تجربة صغيرة في الحياة
بدأت أنظر للموضوع من زاوية أخرى
كل إنسان يحب أن يكون له شخصية ذات تأثير بمن حوله
ولها مكانة ومحبة في نفوس الآخرين
فهل يكون هذا بتقمص الصفات آنفة الذكر ؟!
سؤال طرحته على نفسي وجلست معه لحظات تأمل
وإهتديت لفكرة لكي أستطيع الإجابة
هي أن أنظر إلى كل الشخصيات
التي لها أثر في نفسي وأدرس سر تأثيرها
فتسائلت .. هل من يعنف ويرهب ؟ ربما نخافه أو نطيعه
ولكن إذا غاب نمقته ونخالفه
فهل هذا هو المطلوب ؟!
بالتأكيد لا .. فنحن نطمح إلى شخصية ذات تأثير على المدى البعيد
غياباً أو حضوراً .. فكيف يكون ذلك ؟
وحينها وجدت الجواب ..
وجدت أن الإنسان إذا أحببناه ووثقنا به نطيعه
بل ونسمع له دائماً ويؤثر بنا دون شك ..
وقارنت بأمثال بسيطة في ذهني
هل هي الأم القاسية اللآمبالية تُطاع أكثر أم الأم الحنون الرؤوم ؟
وأترك لكم الجواب
هل هو الأب الغليظ القلب ..
الصارم بحكمه وعقابه أم المتفاهم الرحيم ؟
وأترك لكم الجواب أيضاً
هل هو الحاكم الظالم .. ربما نخافه ونطيعه
ولكن تتولد الثورات والمعارضة تحت الرماد
هل هي المعلمة في المدرسة أو الأستاذ في الجامعة ؟
إذا أحببنا شخصهم .. نستمع لكلامهم ودرسهم
بكل محبة وإصغاء .. وما إلى ذلك الكثير من الأمثلة
ولكن أكثرها أثراً في نفسي وإستوقفني
عندما سألت نفسي من أكثر من أحب وأطيع وأخشى ؟
فوجدت الجواب إنه ( رب العزة )
إنه الله من أطيعه وأحبه وأخشاه .. فهل رأيته يوماً ؟!
هل سمعته ؟! هل إذا عصيته ضربني ؟!
كل هذا لم يكن .. فلِما كل هذه الطاعة والمحبة ؟!
كل هذا في نفسي ..
لإن الله أعطاني نبض القلب وحنونه .. وعلمني الحب ومكنونه
فبالحب تحسست وجود الله وبالحب عرفته
وبالحب أطعته ولحرصي على رضاه خشيته
إذاً بالمحبة وحدها .. نتمكن من التأثير بمن حولنا ..
نزرع المحبة فنحصدها
وبالطاعة والإحترام تتكون شخصيتنا
وهذه تكون الشخصية القوية التي نطمح لها
ماكتبته هنا من وحي لحظات تأمل وجلوس مع النفس
خرجت منها بحصيلة أرضتني .. كما أتمنى أن ترضيكم
وأسأل الله الرضىَ منه للجميع
وتذكروا اننا بقلوبنا الطيبة وتعاملنا الصادق مع بعض
وباحترامنا لنفسنا اولا ومع احترام الغير
تكون لنا اجمل واقوى شخصية وحضور بدون زعل
وراح ندخل كل القلوب
ونثبت وجودنا باالمعاملة الطيبة اكيد..