لا يمكن إغفال دور شامبليون
سألت الدكتور عكاشة تري ما هو دور شامبليون وإنجازه العلمي المنسوب إليه؟ فأجابني بقوله إن الإنجاز العلمي لشامبليون إنجاز عظيم جدا ونحن مدينون بكل الفضل له فهو كثير وليس في اللغة فقط بل له دراسات أخري كثيرة ولكن ما أود ذكره أن شامبليون ليس أول من فك رموز اللغة المصرية القديمة ولكنه أول أوربي ينجح في ذلك وقد سبقه العرب وهو ما أكدته من خلال بعض المخطوطات التي عثرت عليها وحققتها من خلال رسالتي العلمية التي تناولت من خلالها عدة مئات من المخطوطات ولكن يوجد هناك عدة آلاف من المخطوطات لم أدرسها ولم أعثر عليها ولدي إحساس كبير أن الذي استطاع أن يقرأ الكتابة المصرية لابد أن يكون قد توصل لحقيقة حروفها..
سألت الدكتور عكاشة عن مصادر الصور التي قدمها في دراسته وننشر منها مع هذا الموضوع بعض الصور حصلنا عليها من الأثري أسامة طنطاوي المرشد السياحي الذي حرص علي التقاط الصور وإهدائها إلي ‘آخر ساعة’ فأجابني بأن أغلب مصادر هذه الصور مخطوطات عربية غير منشورة وذلك لقيمة العمل العلمي حيث نتجه لمصادر علمية غير معروفة ونبدأ التحقيق فيها وفق مناهج البحث حتي نتمكن بالخروج بنتيجة البحث وهو ما حدث معي وسيتم نشر الصور والمخطوطات كلها في الدراسة التي حصلت بها علي الدكتوراة..
وأكد الدكتور عكاشة الدالي أن مصر كانت مصدر إشعاع فكريا وعلميا وأدبيا لأوربا في العصور الوسطي وأن الدارسين العرب واليونانيين كانوا يترددون علي معابدها وأديرتها للنهل من علومها حتي هوميروس صاحب الإلياذة والأوديسا حيث يقول: مصر بلد الأطباء أحكم بلاد العالم.
وقال د. عكاشة إن دراسة المخطوطات دراسة صعبة تحتاج إلي جهد ومال كبيرين وعلينا أن نهتم بإزالة التراب عن كنوزنا العلمية المهملة والتي لاتزال هذه المخطوطات مختفية في مكتبات العالم المختلفة ولا يعرف عنها أهلها إلا أقل القليل وذلك يتطلب الكثير من الجهد كما أنني أري ضرورة ترشيد خروج البعثات العلمية لدراسة الآثار بالخارج فنحن بلد الآثار والحضارة والطالب الأجنبي يأتي إلي مصر لدراسة الآثار فلماذا نخرج نحن للخارج وعندنا كل هذه الكنوز.. نحن ينقصنا مكتبات علمية قيمة في مجال الآثار ومناهج بحث ترقي للمستوي الذي يتوافق مع ما يقوم به العالم كله من بحوث ودراسات ولا أحد ينكر أن لدينا علماء علي مستوي عظيم جدا من العلم والمشكلة أن الطلبة الدارسين للدكتوراة يختارون موضوعات صغيرة وبسيطة لا تحتاج إلي التمحص والتدقيق. ويتفق في هذا المجال الأثري أسامة طنطاوي الذي يطالب الدارسين بحسن اختيار موضوعات الماجستير والدكتوراة حتي يضاف جديد إلي المكتبة العربية والإسلامية بدلا من اختيار موضوعات متكررة وتضيع سنوات الدراسة هباء..