ظلت الأغنية الخليجية منذ نشأتها مقصورة
علي مطربي الخليج كمغنين لها، وعنلي شعب الخليج كمستمعين يفهمون كلماتها
الصعبة علي باقي شعوب الدول العربية عدا أغنيات قليلة جداً اشتهرت في جميع
أنحاء الوطن العربي، والآن اختلفت الصورة، وأصبح المطربون يتهافتون علي
الأغنية الخليجية لاتساع سوقها، وتحول منطقة الخليج إلي قوي شرائية كبيرة،
وأكثر المطربين الذين يسعون إلي الغناء باللهجة الخليجية هم اللبنانيون، بل
دخل ملحنون وشعراء من مصر ولبنان مجال كتابتها وتلحينها، وتعاملوا معها
كـ«سبوبة» مما أدي إلي انتشارها إلي أن تحولت إلي «موضة».وتضم قائمة
المطربين المصريين الذين قدموا أغنيات خليجية خالد سليم الذي قدم أغنية
«قالت أحبك» وبعدها غني تترات مسلسلات خليجية، وأيضاً مي كساب التي ضمت
أغنية باللهجة الخليجية إلي ألبومها الجديد «أحلي من الكلام».أما في
لبنان، فالظاهرة أكثر انتشاراً، ويستعد عدد كبير من مطربي لبنان لتسجيل
وتصوير أغنيات باللهجة الخليجية منهم «نانسي عجرم» التي تستعد لتصوير أغنية
«مشتاقة»، وميريام فارس التي سجلت «مكانه وين»، و«نوال الزغبي» و«ديانا
حداد» أعلنتا استعدادهما لضم أغنيات خليجية في ألبوماتهما المقبلة، كما
صورت «دينا حايك» أغنية خليجية بعنوان «جرب الغيرة»، وطرحتها مؤخراً
«سنجل»، كما صورت «يارا» أغنية خليجية باسم «صدفة».وأكد الشاعر سمير
الطائر أن هوجة الأغنيات الخليجية «سبوبة»، وقال: حتي الآن لايوجد شاعر
مصري كتب أغنية خليجية ونجحت، وأيضاً جميع الشعراء الخليجيين عندما كتبوا
أغنيات مصرية لم يحققوا أي نجاح، وعن نفسي تلقيت عروضاً كثيرة لكتابة
أغنيات خليجية، ولكنني رفضت لأنني لست ملماً باللهجة، ولا أحب الفشل وتعرضت
لذلك مع «رزان مغربي» عندما كتبت أربع حلقات من الفوازير باللهجة المصرية،
وطلبت مني أن أكتبها باللبنانية ورفضت.وأعتقد أن اللجوء للشعراء
المصريين لأن خبرتنا قوية وأسعارنا قليلة مقارنة بالشعراء العرب، خاصة أن
خبرتهم ضعيفة ويطلبون مبالغ كبيرة جداً.وأضاف: سوق الكاسيت أصبحت
«مضروبة»، وما يشغل بال المطرب حالياً هو جمع المال، لذلك يأتي الشاعر
الخليجي بأغنية مكتوبة ثم يختار المطرب الذي يريد أن يغنيها، كما فعل
الشاعر «منصور الشادي» مع «يارا»، وعن نفسي أقوم بتعديل بعض الأوزان وبحور
الشعر في الأغاني، لأن لديهم ضعفاً في هذه النقطة، والشاعر المصري يلجأ إلي
ذلك لزيادة الدخل.ويقول الشاعر عوض بدوي: رفضت أن أكتب أغنية خليجي
وأخري لبناني لنانسي عجرم ضمن ألبومها الأخير، لأنني أري أن الشاعر الذي
يكتب أغنية بلهجة غير لهجته تظهر ساذجة ورديئة كالأغاني المصرية التي
يغنيها «جاد شويري» و«دانا» اللذاين قاما بتشويه اللهجة المصرية، وبالتالي
لو كتبت أغنية خليجية ستكون رديئة.ويؤكد بدوي أن ثقافة العرب
السائدة هي الدولار، فهم لديهم أموال كثيرة، ومن السهل إغراء المطربين
لتقديم أغانيهم، وهذا حدث مع الكثيرين دون ذكر أسماء.ويري الملحن
محمد عبدالمنعم الذي قدم عدداً من الأغيات الخليجية أن الموضوع مختلف
تماماً بالنسبة للملحن، فمن الصعب أن يكتب شاعر مصري أغنية خليجية، ولكن من
السهل أن يلحنها لأن الموسيقي لا تتجزأ أبداً، بالرغم من أن ألحان الأغنية
الخليجية بها قفزات ولها شكل وأبعاد مختلفة عن الألحان المصرية، ولكن
لايمكن أن نصنف الملحن «مصري» أو «خليجي».وتقول مي كساب: غنائي
باللهجة الخليجية ليس له علاقة بالمجاملات، ولكنني أحب هذه اللهجة بحكم
الحفلات التي قمت بإحيائها في الخليج، وأعتقد أن هذا أقل تكريم لهم، فبدلاً
من إعادة أغنية قديمة، من الأفضل أن يكون لي أغنية خاصة بي.وأكدت
دينا حايك أنها لم تتوقع أبداً نجاح أغنية «جرب الغيرة» لأنها باللهجة
الخليجية، وقالت: أول مرة أغني بهذه اللهجة، وما شجعني أنني أحب الخليجي
جداً، فكلماته وألحانه متميزة لدرجة أنني أفكر أن يحتوي ألبومي المقبل علي
عدد كبير من الأغاني الخليجية، وممكن أفكر بعدها في طرح ألبوم كله أغان
خليجية. نانسى