توفي
رجل ضرير كان يقرأ القرآن في المقابر في مناسبات العزاء ، وبعد موته بيوم
واحد رآه ابنه في النوم مرتديا لباسا أسودا ويخرج منه الدخان ، حزن الابن
حزنا شديدا وكثر بكاؤه ، واحتار في هذا الأمر حيرة ما بعدها حيرة ، فماذا
يفعل بشأن والده الذي كان هادئا مهذبا يحبه الناس ويصلي في المسجد الصلوات
الخمس ، وتساءل في نفسه : هل كان أبي يخادعنا فيتظاهر بأنه ضرير وهو مبصر ؟
وهل كان أبي يرتكب المحرمات ونحن لا نعلم ؟ وهكذا كثرت الأسئلة في ذهنه
ولم يعثر على إجابات لها .
كان يسأله أهله وجيرانه وأصدقاؤه عن سبب حزنه وشرود ذهنه ، ولكنه كان يخفي عليهم الأمر .
وفي يوم من الأيام جاءه صاحب مطعم وقال له : إن أباك رحمه الله اشترى مني طعاما لضيوفه قبل أيام من موته ولم يدفع ثمنه ، دفع له ابنه ثمن الطعام وشعر بعد ذلك براحة كبيرة .
وبعد
أيام جاءه رجل يبيع الطيور وقال له : إن أباك المرحوم اشترى مني دجاجا ولم
يدفع الثمن ، دفع له الابن ثمن الدجاج وهو يشعر بسعادة كبيرة أيضا .
وبعد
أن سدَّد الابن دين والده رأى أباه في نومه مرتديا اللباس الأبيض وفي وجهه
النور ، فشعر براحة وسعادة واطمأن على والده قائلا : الحمد لله رب
العالمين .
نسأل الله حُسنَ الختام .. وهنيئاً لمن رزقه الله بولد صالح .
قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : (( إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية ، أو علم ينتفع به من بعده ، أو ولد صالح يدعو له )) . رواه مسلم