مقدمة عن الصقور :
إن ثقافة الشعب العربي ما زالت ترتبط بشدّة إلى حياة آبائهم وأجدادهم
الصحراوية . ومن الأمور المهمة إلى تلك الحياة كانت الحصان العربي ، كلب
السالوكي ، الجمل ، والصقر . كان الصقر يستعمل لصيد الدجاج البري و الأرنب
البري . أما اليوم فالعرب لم يعودوا معتمدين على الصقر لبقائهم على قيد
الحياة ، ويعتبر الصقر الآن جزءاً مهماً من التراث العربي .......
يعتقد بأنّ العرب استعملوا الصقور في عمليات الصيد خلال السنوات الـ 2.000 الماضية . حيث كان وما يزال الصقر قيّمًا للعرب .
الرياضة القديمة لصيد الصقور ( القنص ) تقليد ما زال يتمتّع به البدو ،
نشأت من ضرورة إكمال غذاء الصحراء الضئيل كالتمر والحليب والخبز . والإعجاب
بولاء وجمال الصقور وإجادتهم للصيد جعلتها منذ فترة طويلة جزءا لا يتجزأ
من التراث العربي . كرمز للشجاعة فالصقر حقًا ملك الطيور .
إنّ أسلوب صيد الصقور في الشرق الأوسط مختلف تماما عن أي مكان آخر في
العالم . هذا لأن فصول الصيف القاسية الحرارة جدًا على الصقور لا تساعدها
على البقاء . لذا فالصقور تهاجر بلاد العرب أثناء الصيف
.بيض الصقورمن سبتمبر / أيلول إلى نوفمبر/ تشرين الثّاني تمر مئات الآلاف من الطيور
المهاجرة في قطعان ضخمة عبر شبه الجزيرة العربية وتتبعها الصقور التي
تتغذّى عليها . تظل الصقور خلال فصل الصيف في أوربا الشرقية وآسيا الوسطى ،
ثمّ تتحرّك جنوبًا في الشتاء إلى المناخ الأدفأ في شرق وشمال أفريقيا .
إنّ صقر القطامي ( الشاهين ) وصقر ( الحرّ ) تعتبر الأكثر شيوعا من الصقور
المهاجرة في منطقتنا ( الخليج العربي ) واستعملت لمئات السنوات في هواية
صيد الصقور التقليدية . رجال القبائل يأسرون الصقور ، يدرّبونها في أسبوعين
ويصطادون بها باقي فصل الشتاء . في مارس / آذار أو أبريل / نيسان يصبح
الجو حارًا للطيران . في هذا الوقت تهاجر الصقور البرّية عائدة إلى أوروبا
وآسيا تحسّبا للمناخ الصيفي الأبرد . لذا يطلق صيادي الصقور طيورهم
المتدربة لكي يستطيعون الانضمام ثانية إلى قطعان الطيور المهاجرة .
الصقور مشهورة بنظرها الحادّ جدًا ، عندما تصعد عالياً في السماء تستطيع
اكتشاف أيّ حركة للفريسة لمسافة أكثر من ميل . إن بواسطة مخالبها
prehensile الحادّة ومنقارها الشبيه بالخنجر يكون من المستحيل للفريسة
الهروب .
تتراوح أحجام الصقور من 15 إلى 19 بوصة . الصقور الجيدة التربية تستطيع
العيش لمدّة 15 سنة أو أكثر . ويعتمد سعر الصقر على قوّته ، عمره ، ووضوح
النظر لديه وسرعة الحركة . تتراوح الأسعار من 330 $ إلى 330.000.$
فرخ الصقرعندما لا تصطاد الصقور تغذّى على الدواجن ، غالباً الحمام والدجاج . وتحتاج
فقط إلى أن تشرب مرة كلّ أسبوع في الشتاء لأنها تشرب من دمّ فرائسها .
أثناء أشهر الصيف يسقط الصقر ريشه molts وخلال شهر يظهر له ريش جديد .
الصقر الحرّ ( Falco cherrug ) والقطامي أو
الشاهين ( Falco peregrinus) هما النوعان الرئيسيان المستعملان للصيد .
والصقر الحرّ هو الأكثر شعبية لأنه مناسب بشكل جيد جدا للقنص . الأنثى هي
الأكثر قوّة والأكبر حجماً من الذكر ، شجاعة ، وصبورة ، وحادة النظر ،
وتعطي نتائج جيدة تحت الضغوط . القطامي أو الشاهين طائر مزاجي له ريش هشّ
وسهل الكسر . وكذلك أنثى هذا النوع هي المفضّلة لأغراض القنص .
الوصف :طير جارح متوسط الحجم وأجنحته مدبّبة طويلة وذيل طويل . الطيور البالغة
تمتاز ظهورها بلون أزرق رمادي ووجوه بيضاء وعادة بشريط أسود على كلّ جانب
من جوانب الوجه ، وعيون سوداء كبيرة .
الحجم :
الطول من 15-20 بوصة من الرأس إلى الذيل ، وطول الجناح حوالي 3 أقدام . والإناث أكبر من الذكور .
البيئة :
السلاسل الجبلية ، الوديان النهرية ، والمناطق الساحلية . وفي بعض الأحيان تبني أوكارها ( أعشاش ) على المباني العالية في المدن .
المدى أو أماكن تواجدها :
الشاهين يوجد في جميع أنحاء العالم ماعدا القارة القطبية الجنوبية وجزر المحيط الهادي .
مصدر الغذاء :
طيور السواحل ، الطيور البرية ، الحمام ، وفي بعض الأحيان البط .
السلوك :
يؤدّي الذكر أعمال بهلوانية جوية لجذب الأنثى . تضع الأنثى عدّة بيضات في
أواخر الربيع والذي يفقّس خلال شهر واحد فيما بعد . تصل الصغار إلى سن
البلوغ في عمر سنتين .
تهديدات البقاء :
فقد مواطن معيشتها ، الاستعمال المستمر لمبيد الـ دي دي تي ، في العديد من
البلدان الأمريكية اللاتينية حيث فصول شتاء الصقر . إن مادة الـ دي دي إي
هي أحد نواتج مبيد الـ دي دي تي وهي تضعف قشور البيض وتجعلها معرضة للكسر
أثناء فترة الحضن .
الحماية : منع استعمال مبيد الـ دي دي تي ، إعادة التربية ، الأبحاث الحقلية ، منع الصيد الجائر .
هذا ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته