سيد مختار نائب المدير
انا من بلده : مصرى عدد المساهمات : 1910 نقاط : 32169 السٌّمعَة : 458 تاريخ التسجيل : 24/07/2010 العمر : 31
| موضوع: الإبانة عن سرقات المتنبي قطراتُ شهد من أحاديث الورّاقين حول الكتب والمكتبات وجديد المطابع والتصانيف .. الأحد أغسطس 01, 2010 2:03 pm | |
|
مؤلف كتاب «الإبانة عن سرقات المتنبي» هو: «أبو سعد محمد بن أحمد العميدي» أديب نحوي لغوي ومصنف، سكن مصر وتوفي 433 هجرية، وكان يتولى ديوان الترتيب ثم تولى ديوان الإنشاء بمصر في أيام المستنصر، ولعل أشهر كتبه في التصنيف كتابه: كتاب «تنقيح البلاغة في عشرة مجلدات» وكتاب «الإرشاد إلى حل المنظوم والهداية إلى نظم المنثور» وكتاب «انتزاعات القرآن»، وكتاب «العروض والقوافي».
أما كتابه هذا، فيعد أوفى كتاب وأشمل مؤلف في سرقات «المتنبي» ونلمس فيه أن المؤلف قد تجنى على المتنبي، فعد التشابه الضئيل بين بعض شعر المتنبي، وبين شعر السابقين سرقة، وقد لاحظ ذلك صاحب كتاب «الصبح المنبي عن حيثية المتنبي» الشيخ يوسف المشهور بالبديعي، فقال: «وكان الشيخ أبو سعد محمد بن أحمد العميدي صاحب كتاب الإبانة عن أبي الطيب، في غاية الانحراف، حائداً في التمييز عن سنن الإنصاف».
والمتنبي كان يستطيع على فصاحته وعلمه الغزير باللغة، أن يخفي أمر هذه السرقة لو أنه أرادها، وقصد إليها بشيء من التعقيد في المعنى أو الإغراب في اللغة، كما كان يفعل «أبو تمام» مثلاً، ومعظم هذه السرقات التي نسبت إلى المتنبي مردها إلى واحد من اثنين: إما أن تكون نوعاً من توارد الخواطر، أو تكون معاني مشتركة بين الشعراء.
على أن المعاني التي شارك المتنبي فيه من سبقه من الشعراء أو سرقها منهم كما يقول خصومه، قد أضفى عليها من روعة بيانه وإبداعه وفصاحته ما أنسى الناس شعر سابقيه، وجعل شعره على مر الزمان خالداً.
لكن المؤلف «أبا سعد» يقول: «لقد حدثني من أثق به، أنه لما قتل المتنبي في طريق الأهواز، وجِد في خرج كان معه ديوانا الطائيين بخطه، وعلى حواشي الأوراق، علامة على كل بيت أخذ معناه وسلخه وأنا بمشيئة الله تعالى وإذنه، أورد ما عندي من أبيات أخذ ألفاظها ومعانيها، وادّعى الإعجاز لنفسه فيها، لتشهد بلؤم طبعه في إنكاره فضيلة السابقين وتسمية فيما نهبه من أشعارهم بسمة السارقين، ومن عند الله المعونة».
وهكذا يبدأ بذكر بيت لشاعر ثم يذكر ما قاله المتنبي، بادئاً بقصيدة لعبد السلام بن رغبان الحمصي، الملقب بديك الجن حيث يقول:
طللّ توهمه فصاح مسلّما
اضنى به أم ضن أن يتكلما
دعص يقل قضيب بان فوقه
شمس النهار تقل ليلاً مظلما
فقال المتنبي في قصيدة أولها:
كُفى أراني ويك لومك الوما
همٌّ أقام على فؤاد أنجما
قال الواحدي: المعنى أراني الهم المقيم على فؤادي الراحل الذاهب مع الحبيب إن لومك أبلغ تأثيراً وأشد علي وذلك إن المحزون لا يطيق استماع اللوم وفهو يقول: إن لومك أوجع في هذه الحالة، فكفي عني ويضيف المؤلف مثل هذا البيت تسمية أصحاب التوارد، ويسميه خصمهم النسخ والتعّمد، وأنا أعرف أنه تعب في نظم هذا البيت فله فضيلة التعب.
ومن ذلك قال ابن الرومي:
شكوى لو أني أشكوها إلى جبل
أصم ممتنع الأركان لانفلقا
وقال المتنبي:
ولو حمّلتْ صم الجبال الذي بنا
غداة افترقنا أوشكت تتصدع
قال ابن الرومي:
سماء أظلت كل شيء وأعملت
سحائب شتى صوبَها المال والدم
قال المتنبي:
قوم إذا أمطرت موتاً سيوفهم
حسبتها سحباً جادت على بلد
قال أبو تمام:
لو حار مرتاد المنية لم يجد
إلا الفراق على النفوس دليلا
قال المتنبي:
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت
لها المنايا إلى أرواحنا سبلا | |
|