إن التوتر في العلاقة الزوجية قد يكون احدي الأسباب للخلافات الزوجية حيث انه لا يوجد سواء مطلق ، أو حد فاصل بين السواء واللاسواء – فأننا كلنا متوترون بدرجة أو بأخرى ، وذلك بلغة السيكولوجيين ، وهذا التوتر أما في العلاقة الزوجية ، أو في إي علاقة أخرى ، وأن التوافق التام لا وجود له وإن وجد فهو يخدم أهدافا سلبية ومرضية . ويعرف التوتر Tension بأنه حالة من الضغط الانفعالي ، مترتبة علي دوافع محيطة أو متصاعدة ، وقد يتسبب عنها العجز عن التصرف علي نحو لا يؤدي إلي حل المشكلة محمد عاطف غيث ، 1989
ويشير إسماعيل إبراهيم إلى وجود انخفاض في الشعور بالأمن داخل الأسرة وتوتر وقلق وانطواء ورغبة في الهروب من البيئة المحيطة ، كعلامات للعلاقات الزوجية المتوترة إسماعيل إبراهيم 2000
كما أن عدم كفاءة الطرفين في حل مشكلاتهما والتواصل السلبي بينهما من أهم مظاهر الخلافات الزواجي
، ويري شلينجر أن الخلافات الزوجية ليست شيئاً خطيراً ولكنها وسيلة للنمو ، فالمنزل مكان للنمو لا يكون في مستوي صحيح تماماً ولكنها عملية معقدة حيث نجد في الزواج اختلافات في الآراء ، وأفكارا متصارعة ، ومشاجرات من وقت لآخر ،
وأن الحياة التي تبدو بلا خلاف ، لا تخدم أغراضاً إيجابية ، ويري شيلنجر أن الخلافات الزوجية وسيلة لاختبار الحب الحقيقي ، وذلك أن الحب الحقيقي ، يجب أن يعلو فوق الصعاب ، وفي الخلافات الزوجية ، لابد أن يستفيد كل طرف من الخلاف ، وأن يفهم دوافع ، وأهداف الطرف الآخر، فالزواج ليس هو الحل لكل مشاكل الحياة ، ولكنه اختبار حقيقي لقدرة كل طرف علي حل المشاكل في وجود الطرف الآخر بطريقة ناجحة . سعاد مصطفي الكاشف ، 1992
وقد يتراوح الزواج ما بين التوافق وبين سوء التوافق ، فكثيراً ما تتعرض الأسرة خلال دورة حياتها لأحداث، ومواقف منها المفرح ومنها المؤلم ، والأسرة مثل أي نسق اجتماعي ، يتأثر بالسياق العام الذي يحيط بها ،وكذلك التحولات الاقتصادية والاجتماعية ، وما إذا كان المجتمع مستقراً سياسياً واقتصاديا واجتماعيا ، تلك التغيرات تساعد الأسرة علي تحقيق التوافق النفسي ، و الاجتماعي إما إذا كان المجتمع يعاني من مشكلات وأزمات اقتصادية واجتماعية ، فإن الأسرة تفقد قدرتها علي تلبية احتياجات أفرادها النفسية ، وبالتالي يتأثر كيان الأسرة ،
وذلك وفق ما أشار روهيلينج وآخرون وأوضح أيضا أن الضغوط الحياتية ، تؤدي إلي توتر في العلاقة الزوجية ، حيث ذكر أن الأزواج لا يشعرون بضغوط حياتية كبيرة وهم متوافقون زواجياً ، أي إن انخفاض مستوي الضغوط الحياتية علي الأزواج يؤدي إلي ارتفاع مستوي التوافق الزواجي الإيجابي ، الأمر الذي يؤدي إلي الشعور بالسعادة الزوجية ، كما أن الاتصالات الإيجابية بين الزوج والزوجة ، تؤدي إلي الرضا الزوجي والتخفيف من الآثار السيئة للخلاف.
أن سوء الصحة النفسية للأسرة ، ووجود الخلافات المستمرة بين الزوجين ، يؤدي إلي تصدع العلاقة بين الوالدين ، والأبناء ، كما يؤدي إلي بعض الإمراض النفسية، مثل الاكتئاب.
ويذكر عدد من الباحثين ( عبد الحي الفرماوي ، 1971 ) ( أحمد السنوسي ، 1979 ) عدداً من الأسباب التي تسبب سوء توافق زواجي، وتوتر في العلاقة الزواجية ومنها الإحباط ، وتوتر ألانا ، وعدم النضج النفسي ،
وعدم تقبل الذات ، وسوء تربية الزوجة في الأسرة أو ضعف شخصية الزوج ( عبد الحي الفرماوي،1971 ، )( أحمد السنوسي،1979) علي الرغم من ( أنا دانيال ، 1980 ) وجدت أن من أهم العوامل التي تؤدي إلي اضطراب العلاقة الزوجية،
هي الرتابة ، ورفع الكلفة ، والتملك واضطراب العلاقة الجنسية ، والاهتمام الزائد بالأطفال ، والضغط الاقتصادي وتدخل الأقارب ، والأصدقاء ، والمقارنة ، والإرهاق ، والأنانية ، والرذائل. ( أنا دانيال ، 1980)
وتشير النتائج إلي أن المعاناة الزوجية والتوتر، موجودان في كل العلاقات الزوجية ، بدرجات مختلفة ، ويرجع تباين نوعية التوتر حسب اختلاف التنشئة الاجتماعية، والاتجاهات ، والقيم والبناء النفسي، لكلا الزوجين ودرجة إدراكهما لهذا الخلاف الناشئ ، وكلما زادت الخلافات بين الزوجين ، أدى ذلك إلي سوء التوافق الزوجي .
وفي رأيي أن شركاء الحياة " الأزواج والزوجات لا يستطيعوا أن يعيشون طوال العمر في حالة وفاق تام ، ولكن لابد من اختلاف الآراء ووجهات النظر، وهذا هو الخلاف البسيط الحياتي اليومي ، ولكن ما أن يتطور هذا الخلاف ويأخذ درجة الاضطراب والاختلال في سير الحياة الطبيعية ،ويتفاقم ويصل إلي المحاكم فهذا هو الخلاف أو " سوء التوافق الزواجي " الذي اهتم به ،وأيضا في معرفة أسبابه وأهم مظاهره .
وكثير من الحالات التي تتردد علي محكمة الأسرة تكون في حاجة للمساعدة بنصيحة أو إرشاد وبذلك يتم التصالح بين الزوجين والرجوع إلي منزل الزوجية معا وهناك حالات لديها تصلب في الرأي والفكر ويصمم كلا الطرفين علي رأيهما ويتم إحالة النزاع إلي القضاء مع كتابة التقارير النفسية والاجتماعية والقانونية الخاصة بموضع النزاع