السلوك والخواص الأحيائيةنمر يستريح على شجرة.
نمر يجلس على شجرة.
تُعرف النمور بقدرتها على التسلّق، حيث تمت مشاهدتها وهي تستريح على
جذوع الأشجار في وضح النهار وتنزل إلى الأرض بعد ذلك ورأسها موجه للأسفل.
[37] يُعد النمر سبّاحا قويّا، على الرغم من أنه لا يسبح بنفس مقدرة وجودة
السنوريات الكبرى الأخرى من شاكلة الببر واليغور، والنمور حيوانات رشيقة
للغاية، تستطيع أن تعدو بسرعة 58 كيلومتر في الساعة (36 ميل في الساعة)،
وأن تقفز لبعد ستة أمتار ولعلوّ ثلاثة أمتار.
[38] النمر حيوان ليلي النشاط إجمالا، حيث يقوم بمعظم نشاطاته الحياتية أثناء
الليل، إلا أنه تمّ توثيق بضعة حالات قامت فيها النمور بالصيد خلال النهار،
وبشكل خاص عندما كانت ال
سماء ملبدة
بالغيوم. يُمضي النمر معظم نهاره وهو نائم أو يستريح على جذوع الأشجار، تحت الصخور، أو بين الأعشاب.
[38][عدل] الغذاء والصيدالنمور صيادة انتهازية، فهي تقتات على أي حيوان يتراوح حجمه من حجم
خنفساء الروث إلى ذكر ظبي
العلند العملاق البالغ وزنه 900 كيلوغرام (1,984 رطلا)،
[30] على الرغم من أنها تفضل الحيوانات متوسطة الحجم. يتألف غذاء النمر من
الحافريات و
السعادين إجمالاً، لكنها تقتات أيضاً على
القوارض و
الزواحف و
البرمائيات و
الطيور و
الأسماك.
[39] تُشكل الظباء متوسطة الحجم، من شاكلة
غزال طومسون و
الإمبالا،
[40] معظم غذاء النمور في
أفريقيا، أما في
آسيا فتقتات هذه الحيوانات على أنواع مختلفة من
الأيائل و
الظباء مثل
الأيل المرقط و
المنتجق، بالإضافة
الوعول.
أظهرت الدراسات الإحصائية حول نوع الطرائد المفضلة للنمر في جنوب الهند،
أن الأيل المرقط يحظى بالمرتبة الأولى بين جميع أنواع الفرائس الأخرى التي
تقتات عليها هذه الحيوانات،
[41] كما أظهرت دراسة أخرى في
محمية وولونغ الصينية مدى قابلية النمر للتأقلم مع تغيّر مصادر الغذاء: فعلى مدى سبع
سنوات، تراجع الغطاء النباتي في مساكن النمور مما جعلها تتحول من افتراس
الأيائل المقنزعة بشكل رئيسي، إلى صيد
جرذان القصب وغيرها من الطرائد الصغيرة.
[42]نمر يتسلل خلسة نحو المصور في محمية طرائد موريمي
ببوتسوانا.
نمر نائم على شجرة بالقرب من بقايا إمبالا قام برفعها.
يتسلل النمر خلسةً نحو طريدته قبل أن ينقض عليها في اللحظة الأخيرة ويُجهز عليها بعضة في
العنق تسبب موتها اختناقا. تقوم النمور غالباً بتخبئة طرائدها في
النباتات الكثيفة أو تحملها إلى أحد الأشجار،
[40] وهي قادرة على رفع حيوانات تفوقها وزناً بثلاث مرات بهذه الطريقة، والنمر
هو السنور الكبير الوحيد الذي يحمل طرائده إلى الأشجار على العكس من الأسود
والببور واليغاور. أظهرت إحدى الدراسات المرفقة بقرابة 30 ورقة بحث أن
الطرائد المفضلة للنمر يتراوح وزنها بين 10 و 40 كيلوغراما (22-88 رطلا)،
وأن تلك التي تقارب 25 كيلوغرام (55 رطلا) تُفضل أكثر من غيرها. وبالإضافة
للإمبالا والأيائل المرقطة، ظهر أن النمور تفضل أيضاً الاقتيات على
ظباء الآجام و
الظبي الغواص المألوف.
ومن العوامل الأخرى التي تلجأ النمور إليها لاختيار طرائدها: حجم القطيع،
حيث تُفضل دوما مهاجمة حيوان يعيش في قطيع قليل الأفراد؛ المسكن، حيث أن
الطريدة قاطنة المساكن الكثيفة لا تستطيع المراوغة والهرب بسرعة؛ ومدى قدرة
الطريدة على إلحاق الأذى بالنمر.
[43][عدل] التناسل ودورة الحياةجرو النمر.
قد يطارد النمر الذكر الأنثى التي تستقطب اهتمامه، وبحال لم يكن هذا
الذكر مسيطرا فقد يدخل في نزاع مع الذكر المسيطر في حوز الأنثى ليحظى بحقه
في
التزاوج، حتى ان الأنثى نفسها قد تقاتل الذكر قليلا في بعض الأحيان قبل أن تمسح له
بالجماع. يختلف موسم تزاوج النمور باختلاف المنطقة التي تقطنها، فهي تتناسل على مدار العام في أفريقيا ومعظم أنحاء آسيا، أما في
منشوريا و
سيبيريا فلها موسم تزاوج محدد يمتد من شهر يناير حتى فبراير. تدوم
الدورة النزوية لحوالي 46 يوما، وتكون الأنثى متقبلة جنسيّا لما بين 6 و 7 أيام.
[44] تدوم فترة الحمل بين 90 و 105 أيام،
[32] تضع الأنثى بعدها بطنا يتراوح عدد الجراء فيه بين 2 و 4 عادةً،
[45] إلا أن معدل الوفيات بين الصغار مرتفع، حيث لا يعيش إجمالا أكثر من جرو واحد أو إثنين لبعد فترة الرضاعة.
تضع الأنثى بطنها في جحر، عبارة عن
كهف،
فراغ بين الجلاميد، شجرة مجوفة، أو بين الآجام الكثيفة، وتفتح الصغار
أعينها بعد 10 أيام من ولادتها. يميل فراء الجراء لأن يكون اسمك وأطول من
ذاك الخاص بالنمور البالغة، كما أن أهابها أطول ولونه الرمادي قاتم أكثر من
أهاب الأفراد البالغين، ورقطه أقل وضوحا للعين. تبدأ الجراء باللحاق
بوالدتها عند ذهابها للصيد عندما تبلغ حوالي 3 أشهر. يصبح الجرو قادرا أن
يدافع عن نفسه ويتولى أموره على الأرجح عندما يبلغ السنة من العمر، إلا أن
جميع الصغار تبقى مع والدتها لفترة تتراوح بين 18 و 24 شهرا.
[46] يُعرف عن النمور أنها قد تعيش لغاية 21 سنة في الأسر.
[47][عدل] التركيبة الإجتماعية ونطاق الحوزرسم بريشة كيم دونالدسون يُظهر نمرة وجروها، الحالة الوحيدة التي تعيش فيها نمور مع بني جنسها.
إن الدراسات المتعلقة بنطاق حوز النمور، كانت ولا تزال تميل للتركيز على
دراسة تلك الحيوانات القاطنة في المناطق المحمية، مما يعني أن المعلومات
المستحصل عليها والمتعلقة بنطاق الحوز قد تكون مشوهة على الأكثر؛ فمنذ
منتصف
ثمانينات القرن العشرين، كان 13% فقط من موطن النمور الفعلي يدخل ضمن المناطق المحمية.
[48] يقترح العالمان، نويل وجاكسون، من خلال دراستهما للأبحاث المقدمة
للإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة، أن حوز النمر الذكر تتراوح مساحته بين 30 و 78 كم²، بينما تتراوح مساحة حوز الأنثى بين 15 و 16 كم² فقط.
[30] أظهرت إحدى الأبحاث في منطقة محمية
بكينيا أن حجم الحوز عند هذه الحيوانات مماثل لما اقترحه الباحثان، وفيه اختلاف
عند الجنسين: فالذكور بلغت مساحة حوزها 32.8 كم² كمعدل وسطي، والإناث 14
كم².
[49] وفي
النيبال تبين أن مساحة المنطقة التي يسيطر عليها الذكر كانت أكبر حجما، إذ بلغت 48
كم²، أما منطقة الأنثى فتبين أن مساحتها تبلغ، وفقا لأبحاث أخرى، 17 كم²،
وتبين أن حوز الإناث تتناقص مساحته لما بين خمسة إلى سبعة كيلومترات مربعة
فقط عندما تولد جرائها، كما أن الإختلاف في حجم الحوز وفقا لاختلاف الجنس
يظهر بأنه يزداد بنسبة إيجابية وفقا لازدياد عدد الأفراد الإجمالي.
[50] إلا أنه تمّ ملاحظة تغيرات واضحة في مساحة أحواز النمور عبر موطن النوع بأكمله، ففي
ناميبيا على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث التي ركزت على الدور البيئي المكاني
للنمور قاطنة الأراضي الزراعية خارج المناطق المحمية، أن مساحة حوز النمر
الواحد كانت دائما تزيد عن 100 كم²، حتى أن البعض منها فاقت مساحة حوزه 300
كم²؛ وقال الباحثون الذين قاموا بهذه الدراسات أنه لم يتم تسجيل أي اختلاف
في مساحة الحوز وفقا لاختلاف جنس الحيوان، وأنهم يعترفون أن نتائج دراستهم
هذه تناقض نتائج دراسات الباحثين الأخرين،
[48] الذين يتفق معظمهم تقريبا، أن الذكور دائما ما تسيطر على منطقة أكبر حجما
من منطقة الأناث. يظهر أن التقاطع بين مناطق الذكور المختلفة قليل للغاية
أو معدوم حتى، إلا أن تقاطع حوز الجنسين أمر مألوف جدا؛ ففي دراسة مبنية
على الأطواق اللاسلكية في
ساحل العاج، تبين أن منطقة إحدى الإناث تدخل بشكل تام بداخل حوز أحد الذكور.
[51]النمور حيوانات إنفرادية، فالأفراد لا تختلط مع بعضها إلا في فترة
التزاوج، أما خارج هذه الفترة فهي نادرا ما تحتك ببعضها البعض.
[51] وقد تمّ توثيق معارك عنيفة بين بعض النمور عند التقائها ببعضها، فقد ظهر
أن إثنين من خمسة نمور تمت دراستها على مدار سنة في إحدى محميات الطرائد ب
جنوب أفريقيا،
لاقيا حتفهما، حيث جُرح أحدهما في قتال مع ذكر أخر للسيطرة على ذبيحة؛ قبل
أن يُمسك به الباحثون ويعيدوا إطلاق سراحه بعد معالجته، ليُقتل بعد ذلك
على يد ذكر أخر بعد بضعة شهور. أما النمر الثاني فقد قُتل على يد مفترس
أخر، يُعتقد أنه
ضبع مرقط على الأرجح، وكان هناك أيضا نمر ثالث أصيب بجراح بالغة بقتال ضمنوعي (شامل أعضاء من نوع أحيائي واحد)، لكنه عاد وشفي منها.
[52][عدل] علاقة النوع بالبيئة حوله[عدل] الانتشار والمسكنإنتشار النمور الحالي والسابق، بالإضافة للموطن المحتمل.
أظهرت دراسة من عام
1996 أن النمور أكثر
السنوريات البرية انتشارا على سطح
الكرة الأرضية،
[30] حيث أنها تنتشر بشكل أساسي في مناطق معينة في
آسيا الجنوبية، ومعظم أنحاء
أفريقيا، وبشكل خاص
أفريقيا الشرقية والوسطى،
[53] على الرغم من أن الجمهرات غير القاطنة لجنوب
الصحراء الكبرى أظهرت خلال السنين تراجعا في أعدادها وأصبحت اليوم متجزئة ومعزولة عن
بعضها البعض. يُفيد الخبراء من الإتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة أن
أعداد هذا النوع لا تزال "مزدهرة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حتى إنها
تنتشر في المساكن الهامشيّة" في المناطق التي اختفت منها سنوريات كبرى
أخرى، إلا ان جمهرات
أفريقيا الشمالية قد تكون منقرضة اليوم على الأرجح. أما المعلومات عن انتشار هذه الحيوانات في آسيا فهي غير موثقة بشكل تام: فجمهرات
جنوب شرق آسيا و
آسيا الوسطى صغيرة ومتجزئة؛ والنمور الأكثر قطنا للشمال الشرقي تعتبر مهددة بالإنقراض بدرجة قصوى؛ أما في
شبه القارة الهندية، جنوب شرق آسيا، و
الصين، فتعد مألوفة للغاية.
[1]تسكن النمور الأراضي العشبية، الأحراج، والغابات المنتشرة على طول
الأنهار بشكل رئيسي. تمت دراسة هذه الحيوانات في السفانا المفتوحة إجمالا،
وأسفرت هذه الدراسات عن نتائج قد تعتبر مجرد أوصاف للنمور لا أكثر. تُعد
النمور حيوانات ليلية عادةً، إلا أن تقفي النمور في
أفريقيا الغربية عن طريق الأطواق اللاسلكية، وتحليل برازها، أظهر أن نمور الغابات المطيرة
نهارية النشاط أو شفقيّة على الأرجح. أظهرت الدراسات أيضا أن هذه النمور
إنتقائية أكثر بالنسبة لنوع طرائدها، كما أنها تظهر اختلافات موسمية في
أنماط سلوكها.
[54] يُعد النمر متأقلما للغاية، على الرغم من أن الناس تربطه دوما بالسفانا والغابات المطيرة: ففي
الشرق الأقصى الروسي، تسكن هذه الحيوانات الغابات المعتدلة التي تنخفض درجات الحرارة فيها خلال الشتاء لتصل حتى –25 °
مئوية.
[19][عدل] الدور البيئيتتنافس النمور على الغذاء والحوز مع عدد كبير من الضواري الأخرى من
شاكلة الأسود، الببور، الضباع المرقطة، والكلاب البرية، بسبب انتشارها في
عدد من الدول ذات المساكن المختلفة التي تقطنها ضواري متنوعة. تقوم معظم
هذه الضواري بسرقة ذبائح النمور وافتراس صغارها، ويُعد الببر والأسد
المنفرد قادر على قتل نمر بالغ.
[55][56] تأقلمت النمور على العيش جنبا إلى جنب مع هذه الضواري عن طريق خروجها
للصيد في أوقات مختلفة من النهار وتفاديها للمناطق التي تزورها أقاربها
الأكبر حجما أو المفترسات الأخرى التي تعيش في جماعات. تُخبئ النمور صغارها
وطريدتها في الأشجار غالبا لتمنع وصول الضواري الأخرى إليها، إلا أن هذه
الطريقة لا تنجح دوما، إذ أن الأسود تتسلق الأشجار أحيانا وتسلب النمور
طرائدها،
[57] كما أن الببر البالغ قد يتسلق الشجرة أيضا ويطرد النمر بحال حُث على هذا.
يقول العالمان، نويل وجاكسون، أن اقتسام مصادر الغذاء بين النمور
والأسود أو الببور، يحصل في المناطق التي يتشاطر فيها النمر موطنه مع أحد
هذين النوعين:
[30] ففي مثل هكذا مناطق، تميل النمور إلى افتراس الطرائد الأصغر حجما، التي
يقل وزنها عن 75 كيلوغرام بينما تفترس أقاربها ما هو أكبر من هذا. تقترح
إحدى الدراسات التي تمت على نمور الغابات المطيرة، أن الأخيرة لا تتفادى
السنوريات الأكبر حجما دوما عن طريق الصيد في أوقات مختلفة من النهار. ظهر
بأن النمور والببور تتعايش سويا عندما يكون هناك وفرة من الطرائد ولا تظهر
سلوكا تراتبيّا مهيمنا على بعضها البعض ولا يحاول أحدها قتل الأخر بحال
صادفه أو جراؤه، على العكس من الحالة مع الأسود في السفانا الأفريقية أغلب
الأحيان.
[58][عدل] تمثيل النمر في الثقافة الإنسانيةلوحة
فسيفسائية من القرن الرابع ق.م تظهر
ديونيسوس وهو يمتطي نمرا، بلا،
اليونان.
نمور
جوليانو دي ميديشي المستأنسة، لوحة بريشة بينوزو غوزولي،
القرن الخامس عشر.
كانت النمور معروفة من قبل
البشر منذ عصور ما قبل التاريخ، فقد تم العثور على هياكل عظمية لنمور بالقرب من هياكل عظمية للإنسان في
صدع أولدوفاي بشمال
تنزانيا،
ومن المرجح أن هؤلاء البشر الأوائل كانوا يتبعون النمور إلى حيث خبئت
صيدها ويسلبوها إياه حتى يحصلوا على حاجتهم من اللحم، أو يقتلوها ويأكلوا
لحمها أيضا بحال لم تهرب، إذ أن طرد النمر المنفرد عن صيده أسهل وأقل خطورة
من طرد زمرة أسود أو عشيرة ضباع مرقطة.
برزت النمور خلال العصور القديمة في
فنون،
ميثولوجيا، و
فلكلور الكثير من البلدان التي قطنتها، مثل
اليونان القديمة،
بلاد فارس،
مصر،
فينيقيا، و
روما، بالإضافة لبعض البلدان التي
انقرضت منها منذ آلاف السنين مثل
إنكلترا.
كانت النمور تُشحن منذ عام 186 ق.م إلى روما لتشارك في الألعاب التي كانت
تقام في المدرجات كمصارعة أنواع أخرى من الحيوانات الغريبة عن
الرومان، ولإعدام المجرمين والعبيد على مرأى الناس، وكانت هذه النمور تأتي بمعظمها من
أفريقيا و
آسيا الصغرى. كذلك كانت النمور المستأنسة شائعة في
الهند،
بلاد الشام و
ما بين النهرين، وفي البلاط الإمبراطوري الروماني، كما امتلك
جون الأول ملك إنكلترا عددا من النمور كان يحتفظ بها في معرض وحوش في
برج لندن خلال
القرن الثالث عشر؛ وقرابة العام
1235 قدّم الإمبراطور
فريدريك الثاني، إمبراطور
الإمبراطورية الرومانية المقدسة، ثلاثة أفراد من هذه النمور إلى ملك إنكلترا
هنري الثالث.
[59] إن استخدام النمر اليوم كشعار لل
رياضة وللبلدان محصور تقريبا في إفريقيا، على الرغم من أن الكثير من المنتجات
والبلدان حول العالم تستخدمه اليوم أيضا كشعار لها، كما أن استغلال النمور
تجاريّا يُعد أمرا حديثا، فبعد أن ازدهرت صناعة الملابس الثمينة في عواصم
الموضة العالمية، ازداد الطلب على فراء النمور وكان من شأن هذا نشوء
سوق سوداء للمتاجرة بجلود هذه الحيوانات في البلدان الآسيوية بشكل خاص. تُستغل
النمور أيضا عن طريق الصيد والسياحة، حيث يقوم بعض ملاك الأراضي في
أفريقيا، والتي تعيش فيها نمور، بتقديم فرصة للسائح الأجنبي بصيد نمر على
أرضه واحتفاظه به كتذكار مقابل مبلغ من المال، وهناك أخرون قاموا بتحويل
مزارعهم إلى محميات طبيعية ليزورها السائحون ويشاهدوا النمور بحالة برية
طبيعية.
[عدل] في السياحةنمرة في محمية سابي ساند بجنوب أفريقيا بالقرب من سيارة سفاري، لاحظ مدى امكانية الاقتراب من هذه السنوريات في تلك المنطقة.
يُعد النمر أحد أكثر الحيوانات التي تصعب رؤيتها في البرية، على الرغم
من حجمه الذي يجعله واضحا للعيان، وذلك بسبب فرائه المرقط الذي يدمجه مع
بييئته الجافة وبسبب نشاطه بالليل وعاداته بتسلق الأشجار حيث يخفيه فرائه
عن العيون. تُعتبر محمية طرائد سابي ساند الخاصة للطرائد في
جنوب أفريقيا أفضل موقع لرؤية النمور في البرية، حيث تعد هذه
السنوريات معتادة على سيارات
السفاري ويمكن رؤيتها بشكل يومي على مسافة قريبة جدا. وفي
آسيا يُعتبر
منتزه يالا الوطني في
سريلانكا أفضل مكان لرؤية هذه الحيوانات، إلا أنه حتى في هذا المكان لا يُعد مضمونا
الإلتقاء بأي نمر لأن أكثر من نصف المنتزه مغلق أمام العامّة، مما يسمح
للنمور بأن تزدهر وتزداد أعدادها. ومن المواقع الأخرى المعروفة بنمورها،
منتزه ويلباتو الذي أعيد افتتاحه مؤخرا، في سريلانكا أيضا. تنتشر النمور بشكل واسع في
الهند، مما يؤدي إلى عدد من النزاعات مع البشر، ومن المنتزهات الوطنية التي يمكن رؤية النمور فيها بالهند، منتزهات
ماديا براديش و
أوتاراخند.
[عدل] في علامات النبالةشعار الصومال، يستخدم نمرين كدعامتين.
تُستخدم صورة الأسد الوديع "
passant" أو "النمر" كشعار في النبالة، حيث تظهر غالبا في مجموعات من ثلاثة.
[60] تفتقد نمور النبالة إلى الرقط وتحمل لبدة على أعناقها، مما يجعلها مماثلة
تقريبا لأسود النبالة، وغالبا ما يتم استعمال الإثنين بالتبادل. تظهر
شعارات الأسود أو النمور هذه على شعار
إنكلترا والكثير من مستعمراتها السابقة؛ أما اليوم فتظهر صور أكثر شبها بالنمور المرقطة على شعارات عدد من الدول الأفريقية مثل
بنين،
ملاوي،
الصومال،
جمهورية الكونغو الديمقراطية، و
الغابون التي تضع صورةً لنمر أسود.
[61][عدل] النمور آكلة الإنسان"نمر بانار" المسؤول عن مقتل 400 شخص، بعد أن قتله جيم كوربت عام
1910.
على الرغم من أن النمور كانت مفترسة
لرئيسيات منتصبة قريبة للإنسان العاقل، من شاكلة
القرد الجنوبي و
الإنسان الماهر،
[62] فإنها تتجنب البشر أغلبية الأحيان، إلا أنه يحصل أن تستهدفهم أحيانا أخرى. تفضل معظم النمور السليمة الطرائد البرية على
البشر،
إلا أن النمور الهرمة، المريضة أو المصابة، أو تلك التي تعاني من نقص في
مخزون طرائدها، تبدأ باستهداف الإنسان والنظر إليه كطريدة، وقد يعتاد البعض
منها على هذا الأمر مما يحولها إلى مصدر خطر كبير. ومن أشهر حالات النمور
مفترسة الإنسان، حالتين وقعت كلتاهما في الهند، الأولى كانت حادثة "
نمر رودرابراياغ" الذي قتل ما يزيد عن 125 شخصا على الأرجح، والثانية هي حادثة "
نمر بانار" الذي قتل ما يزيد عن 400 شخص بعدما أصابه صيّاد برصاصة جعلته غير قادر على صيد الطرائد الطبيعية.
[63][64] قتل كل من هذين النمرين على يد الصياد البريطاني
جيم كوربت.
[65] تُعتبر النمور آكلة الإنسان جريئة بالمقارنة مع السنوريات الطبيعية وحتى
آكلة الإنسان الأخرى، حيث أنها تدخل المستوطنات البشرية بحثا عن طريدة بشكل
متواتر أكثر مما تفعله الأسود والببور آكلة البشر.
[66] وصف الكاتب والصياد الهندي، كينيث أندرسون، الذي كان لديه خبرة مع النمور
مفترسة الإنسان، هذه الحيوانات على أنها أشد خطورة من الببور حيث قال:
| على الرغم من أن الأمثلة على هكذا حيوانات نادرة نسبيّا، إلا أنها عندما تحصل تُظهر النمر على أنه أداة دمار مساوية لقريبه الأكبر حجما بأشواط، الببر. وبسبب حجمه الأصغر، فهو يستطيع أن يخفي نفسه في أماكن يستحيل على الببر دخولها، كما أن حاجته للماء أقل بكثير، وفي الحقيقة يمكن القول أن به مسّ شيطاني يجعله مخادعا وجريئا، أضف إلى ذلك الشعور بالرهبة الذي يبعثه بالنفوس عند تنقله خفية وانسلاله عندما يهدده الخطر، مما يجعل أن لا مثيل له... |
|
—تسعة أكلة بشر وخبيث واحد، الفصل الثاني:شيطان غومالابور المرقط
|
تبقى النمور أقل احتمالا من أن تتحول لافتراس الإنسان من الأسود والببور
بسبب إمكانيتها البقاء عن طريق الاقتيات على الطرائد صغيرة الحجم فقط دون
الطرائد الكبيرة، على العكس من أقاربها. إلا أن النمور قد تُجذب إلى القرى
البشرية بسبب
المواشي و
الحيوانات المنزلية، وبشكل خاص
الكلاب، وقد تلجأ بعد ذلك إلى افتراس الإنسان إن تطلبت منها الظروف ذلك ولم يتوافر أي مصدر غذاء أخر.
[67]